في كتابه «الورطة الثقافية.. خرائط من ذاكرة الجنون»، الصادر عن مركز الحضارة العربية للنشر، يرى الباحث والمترجم محمد حسين أبوالعلا، أن الثقافة باتت أداة من أدوات الصراعات المحتدمة في العالم اليوم، فيما أصبحت البشرية في موقف صعب للغاية. ويشير المؤلف إلى أهمية الحقيقة التاريخية الكاشفة عن غياب الاتساق المعرفي، وتهتُّك أوصال الهندسة الثقافية، وتحوّلها من كونها فضيلة عقلية وإطاراً مرجعياً إلى ملحمة بائدة يصعب احتواؤها في دوائر الصراعات والحروب الثقافية المستعرة والدافعة نحو إبادة الوعي. ويقول إنه من المنطقي أن يعايش مفهوم الثقافة تحويرات متلاحقة، بما تتجسد معه آليات الوضعية الثقافية، مؤكدا أن الثقافة باتت آلية عسكرية تمهّد سبل الاختراق، وبث مفاهيم وأفكار من شأنها إطلاق طوفان المدّ الاستعماري. الرفيق لبافيزه صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط رواية «الرفيق» ل «تشيزَرِه بايزِه» الروائي «الإيطالي الأهم، والأكثر عمقاً، والأشد تعقيداً في زماننا» كما يصفه «إيتالو كالفينو»، بل يذهب أبعد من ذلك حين يقول ضمن حديثه عن الكتابة: «ما من صعاب تواجهنا إلا وحذونا حذو (بايزِه)». لنجد أومبِرتو إكو يؤكد ذلك فيقول عنه: «كان بايزِه أحد الكتاب الأساسيين الذي قرأتهم في مرحلة الشباب، وقد أثر بي بلا شك ... من ناحية المخيلة الأدبية». باڤيزه الحاصل على جائزة «ستريغا» (أعرق وأرقى الجوائز الأدبية الإيطالية) عن ثلاثيته الروائية «الصيف الجميل» (صادرة عن منشورات المتوسط 2017 – تعرف عليها)، يرى في روايته هذه أنها من أكثر الروايات تأثيراً في نفسه، وقد صرّح بذلك في مذكراته (مهنة العيش) حين يتحدث عنها، حيث يقول: «8 اكتوبر 1948، أعدت قراءة جزء لا على التعيين من رواية الرفيق. وقد أحدث فيّ ما تُحْدِثه لمسة سلك كهربائي. ثمة توتر جنوني وغير طبيعي، واندفاع مجهض باستمرار، كنَفسٍ لاهث». ترجم الرواية عن اللغة الإيطالية السينمائي والصحافي العراقي «عرفان رشيد»، المقيم في إيطاليا منذ عام 1978، والحائز على جائزة إسكيا 2004 أكبر وأهم جائزة إيطالية في الصحافة. أخيراً جاءت الرواية في 264 صفحة من القطع الوسط. Your browser does not support the video tag.