سوء التغذية هو أبرز ما يعانيه الكثير من الأطفال في أيامنا هذه، والتي ينتج عنها كثير من المشاكل المؤثرة على صحة وإنتاجية أطفالنا مستقبلاً، ونرى أن بعض الاُسر لا يهتمون بهذا الجانب بشكل صحيح، فينشئون الأطفال على عادات غذائية غير سليمة، ولذا فإن حماية الأطفال أمر واجب، وذلك عن طريق الأسرة والمدرسة، لذا يفترض أن يكون هناك نوع من التعاون والتنسيق بين المدرسة والأسرة لملاحظة وتصويب السلوك الغذائي للأطفال. الأسرة هي المصدر الأساسي لتربية الطفل على عادات غذائية سليمة، وهناك العديد من المؤثرات التي تؤثر على عادات الطفل الغذائية أهمها التربية المبكرة وتقليد الآخرين والمدرسة والحي وكذلك الألعاب الإلكترونية التي لها تأثير قوي وفعّال على سلوكيات الطفل الغذائية، فهو يقلد ما يشاهده من سلوكيات خاطئة، ويمضي وقتاً طويلاً أمام شاشات الكمبيوتر والآيباد مما يسبب نقصاً في العناصر الغذائية التي يحتاجها. يجب على الأم أو الأسرة صنع الغذاء الصحي بطريقة مبهجة وجذابة، بحيث يتضمن جميع العناصر الغذائية اللازمة التي يحتاجها الطفل لفئته العمرية بطريقة تجلعه يتشوق لتناول المأكولات الصحية حتى لو لم يرغب بها، ويمكن للأهل اتباع طريقة سهلة وعملية لتوزيع عناصر الهرم الغذائي على سبيل المثال عمل جدول يتم فيه توزيع الوجبات الصحية باليوم، وذلك بوضع العناصر الغذائية ضمن الوجبات الثلاث الرئيسية، ويمكنهم أيضاً وضعها بين كل وجبة وأخرى. بعد البيت تأتي المدرسة بيته الثاني، وفيها يقضي نصف يومه، مما يجعل المدرسة تتحمل مسؤولية صحة الطفل بشكل كبير، في هذه المرحلة العمرية كثير من الأطفال يعانون من: السمنة، وأمراض القلب، وتسوس الأسنان، والسكري وأمراض أخرى. في هذا العمر يتأثر الطفل بزملائه في المدرسة أكثر من تأثره بأسرته، مما يزيد من انتشار العادات السيئة بين الأطفال، فيجب على المدرسة مراقبة صحة وسلامة الأطعمة، وحث المعلمين على تشجيع الأطفال على تناول أغذية صحية ومفيدة لأجسامهم على سبيل المثال: أن يقوم المعلمون بفعاليات تهدف لتحفيز الأطفال على تناول غذاء صحي، وأيضاً يمكنهم عمل حصص مخصصة لتعليم الأطفال على العناصر الصحية الصحيحة، والتي يمكن من خلالها مشاركة الطفل في تعلُم الهرم الغذائي وكيف يؤثر الغذاء الصحي والمتكامل على أجسامهم. فمثلاً تقوم المدارس بتوظيف أخصائيي تغذية يشرفون على المقاصف المدرسية، ويمكن توفير عُلب تحتوي غذاء صحيا ومتكاملا للطفل، وبالاضافة الى ذلك يمكن عمل جوائز يومية وأسبوعية للأطفال، لتشجيعهم على الأكل الصحي، وليس بالضرورة أن تنحصر التوعية الغذائية بين الحصص الدراسية وفي أوقات الفسح والاستراحات فقط، أو حتى خلال الحصص العلمية، بل يمكن إدخالها ضمن المناهج الدراسية الأساسية كافة. ولتنمية صحة أطفالنا وبناء جيل صحي فكرياً وجسدياً، علينا أن نطبق ونلتزم بهذه العادات الغذائية الصحية، كما أن هناك دورا تلعبه الجهات المختصة مثل: وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، وهيئة الغذاء والدواء بمتابعة المدارس وتوفير غذاء صحي متوازن ومفيد، كما أن عليهم توعية المعلمين، وتثقيفهم بأهمية متابعة الأطفال والتركيز على الجوانب الغذائية لدى الطفل، ويفترض أن تقوم الجهات المعنية والأسرة والمدرسة بإنشاء مناهج تتضمن الأغذية الصحية وأهميتها، بطريقة تغطي جميع الجوانب التي يحتاجها الطفل، ويجب وضع هذه المعلومات في قوالب تعليمية مناسبة تسمح بوصول المعلومة بشكل بسيط وسهل وشامل، وبتعاون الجهات المعنية نخلق بيئة سليمة مبنية على أُسس صحيحة، فسلامة أطفالنا من سلامتنا وغايتنا أن نُنشئ مستقبلاً صحياً خالياً من الأمراض. * قسم التثقيف الصحي Your browser does not support the video tag.