أكد مختصون سياسيون عرب أن بيان وزارة الخارجية في المملكة استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين في كندا للتشاور، واعتبار السفير الكندي في المملكة شخصاً غير مرغوب فيه وعليه مغادرة المملكة خلال 24 ساعة، وإعلان تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى، رسالة تاريخية للعالم أجمع أن الشأن الداخلي السعودي خط أحمر ولن يقبل به الشعب السعودي، وتدخل كندا تدخل سافر غير مقبول في الشأن الداخلي للمملكة. رد واضح وشفاف وقال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه ل «الرياض»: أن الموقف الكندي مستفزاً ليس للمملكة وشعبها وقيادتها وسيادتها العظيمة، لكن يأتي مستفزاً للأمة العربية بأكملها ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، لأنه يعتبر تدخلاً في شؤون دولة عربية تدخل سافر مستفز جداً، لذا من الطبيعي جداً أن تقوم المملكة بهذا الدرس العظيم، ويعتبر هذا الدرس عظيماً على المستوى الدبلوماسي لكل الدول في المنطقة، والتي عليها أن تتعلم عندما تتدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى في عصر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده سيتم الرد بحزم، والرد كان واضحاً وشفافاً. وأضاف أن الموقف الكندي يعتبر تدخلاً سافراً من دولة ضمن الأممالمتحدة، ودبلوماسياً تجاوزت كندا كل الأعراف الدبلوماسية بشكل كامل ويتنافى تماماً مع الواقع ولا يتوافق مع أسس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ويحق للمملكة بممارسة سيادتها بشكل كامل وعبر كل الطرق الدبلوماسية بما فيها طرد السفير الكندي من الرياض، وأن كانت تستطيع المملكة أن تختصر بالرد في بيان واضح واستنكار كامل، ولكن المملكة أرادت أن يكون الرد بشكل كبير وعظيم كما تتصرف الولاياتالمتحدة الأميركية اتجاه أي دولة تتدخل في شؤونها، وكذلك المملكة المتحدةبريطانيا إذا أحد تدخل في شؤونها الداخلية سترد كما فعلت المملكة، وها هي المملكة تعطي درساً كاملاً في الشرق الأوسط للمدارس الدبلوماسية أن من يتدخل في شؤوننا ويتعدى على الأعراف الدبلوماسية في النهاية سنتعامل معه وفق القانون الدولي، والذي يؤكد على أحقية المملكة طرد السفير، وكذلك تجميد كافة التعاملات السياسية والتجارية والاقتصادية مع هذه الدولة التي تدخلت في شؤونها. مواقف عربية مماثلة وأكد أمجد طه على أن استدعاء السفير السعودي في كندا، واعتبار السفير الكندي في المملكة شخصاً غير مرغوب فيه وعليه المغادرة خلال 24 ساعة، وتجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا رسالة واضحة الملامح لكبار الدول وصغارها أن المملكة تمر بعصر مختلف عن كافة العصور، والمملكة بقيادتها الحكيمة ترسل رسالة للعالم ولكل الدول في المنطقة أن من يتدخل في شؤون المملكة وأن كانت بأحرف أو كلمات قليلة جداً سيكون الرد عظيماً جداً، مشدداً على أن المملكة إذا كان لديها أي اعتراض على سياسة لأي دولة أخرى تمارس ذلك عبر المنابر الرسمية العالمية الدولية، أما على مستوى التدخل في الشؤون الداخلية للدول، المملكة هي الدولة التي يشهد لها التاريخ بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأضاف أن الجميع يدرك أن المملكة هي الدولة الواضحة والشفافة في القضاء والحكم بالشريعة الإسلامية، ويشهد للقضاء السعودي كل العالم الإسلامي بشفافيته وبقضائه العادل , ورأينا كيف القضاء السعودي يتعامل بوضوح ومصداقية على المستوى العالمي، واليوم هذا يوم عظيم للقضاء السعودي والشعب والقيادة مع ما يصدر من القضاء والمحاكم الشرعية، لافتاً إلى أنه من خلال تواصله مع بعض الدبلوماسيين في المنطقة، ستقوم بعض الدول القريبة جداً من المملكة ستقوم بإدانة لما قام به السفير الكندي، وتدرس مواقف متقدمة أكثر فيما يخص تصرفها مع كندا. لا يحق لكندا التدخل بدوره، ذكر المحامي اللبناني أستاذ القانون الدولي طارق شندب، أن موقف المملكة مع كندا موقف معمول به في العلاقات الدبلوماسية، وتدخل كندا في الشأن الداخلي للمملكة لا يحق لها أن تقوم بهذا التصرف لأنه ينافي القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية بين الدول، وبالتالي الرد السعودي على الموقف الكندي جاء رداً يتناسب مع القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، وفي رسالة واضحة لكندا وغيرها من الدول أنه لا يحق لأي دولة التدخل في الشأن السعودي الداخلي أو بالشأن القضائي السعودي، لأن السلطة القضائية السعودية هي سلطة تمارس صلاحيتها بصورة مستقلة ولا تتدخل فيها السياسة. وأكد على أن الموقف السعودي موقف بناء بامتياز يعطي رسالة واضحة أن هناك استقلالية في القضاء السعودي ولا يحق لأي دولة أن تتدخل، وهذا يعطي انطباعاً كذلك أن السعودية لا يمكن أن تسكت عن أي خرق لأي اتفاقية دولية موقعة بينها وبين أي دولة أخرى، وهذا الرد السعودي جاء بمكانه الطبيعي ليكون درساً دبلوماسياً تاريخياً لكندا وغيرها من الدول أن التدخل في الشأن الداخلي للمملكة خط أحمر. حفظ لسيادة المملكة من ناحيته، أشار المحلل السياسي العراقي باسل الكاظمي، إلى أنه من حق المملكة أن ترد وبقوة على تدخل كندا السافر في شؤونها الداخلية، ويكشف هذا التدخل أن مصلحة كندا عدم الاستقرار وتدخلها لإثارة الفتنة والكذب، وتحاول هي وغيرها من الدول التي تعاني مشكلات حقوقية وعدم عدالة في قضائهم استغلال بعض القضايا للهجوم على دول واضحة وشفافة كالمملكة قلب العالم الإسلامي الحقيقي، ومع ذلك يعلمون ويعرفون ويدركون أن المملكة هي من الدول الأولى في العالم التي يعمل القضاء فيها بعيداً عن السياسة، وما يميز القضاء السعودي شفافية في إصدار الأحكام، ولا يدار من منظمات تسمي نفسها حقوقية دولية وهي لا تملك سواء مقرات مدعومة من دول لتحقيق مكاسب سياسية على حساب هجومها على المملكة والقضاء السعودي. وأكد الكاظمي أنه لو لم تكن المملكة بفضل من الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله-، بهذه القوة التي باركها الله وإعلان شعب المملكة عن تأييدهم للقيادة الحكيمة، لرأينا كثيراً من الدول تحاول أن تتهجم على المملكة، لكن سياسية المملكة الواضحة والشفافة في عهد خادم الحرمين وسمو ولي عهده حفظت حقوق المملكة، ولا تزال تعطي دروساً لكافة الدول على أن التدخل في الشأن الداخلي للمملكة عواقبه وخيمة، من يحترم الأعراف الدبلوماسية سيجد كل الاحترام والتقدير ومن لم يحترمها سيكون مصيره مصير خارجية كندا وسفيرها الذي سيغادر الرياض غير مأسوف عليه. القضاء السعودي منصف وأضاف باسل الكاظمي أن من يهاجم القضاء السعودي جاحد وكذاب، لأن القضاء السعودي عرف عنه الأنصاف للأبرياء وعقوبته اتجاه المذنبين، ومن حق القضاة داخل المملكة أو غيرها الحفاظ على السلم المجتمعي، ومن حق المملكة الاحتفاظ برأيها اتجاه أي دعوى ترى من خلالها المصلحة لدولة قبلة الإسلام، خصوصاً أن المملكة من أكثر البلدان عالمياً تسجل وفود الحجاج والمعتمرين طوال العام ومن حقها الحزم في قراراتها. وشدد على أن سيادة المملكة ليست حبراً على ورق أو كلاماً بل أقوال وأفعال، لا تسمح لكندا أو غيرها التدخل في شؤونها الداخلية، سياسة المملكة سياسة الدروس العظيمة لكل من يحاول المساس بالشأن الداخلي، سياسة المملكة سياسة عربية إسلامية وشعبها العظيم لا يمكن أن يقبل أن تتدخل كندا أو غيرها في شؤونهم، القضاء السعودي هو من يقول كلمته لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار مملكة الخير والإنسانية. Your browser does not support the video tag.