في حالات التشبيه أو المفاضلة يفرض المنطق اعتبار الموضوعية في المقارنة، بمعنى ألا يتم القفز في المقارنة لكيلا يئد الهدف في مهده، وتحديداً حينما يتم النظر إلى إنجازات وتجارب الدول المتقدمة متجاوزاً الوسط، فهو كمن يضع العصا وسط عجلة التفكير، لأن الإجحاف لا ينسحب على مدى الإفراط في التأثر فحسب بل سيطول التقليل من المنجزات التي تتم، وإن كانت بسيطة فهي تظل نتاج فكر ونواة محفزة للمرحلة التي تليها، في إدراك تام بأهمية المراحل، واكتمال تأثيرها لا القفز عليها، وإيقاعها في فخ المفاضلة، فكلما تحققت مرحلة واكتملت جوانبها دفعت الأخرى للمواكبة والمجاراة وفقاً للمعطيات الموضوعية المنصفة، فضلاً عن أهمية التدرج بهذا الخصوص، وفي إطار توافر سبل الرعاية والدعم المعنوي، وذلك حينما يتناغم الخطاب مع القدرات والتحفيز المتزن، تسارع وتيرة الطفرة التقنية الصناعية الهائلة يضاعف من حجم المسؤولية، ويحتم تفعيل تأثير القوة المعنوية التربوية من خلال قوة التأسيس، فلا يمكن أن تطلب من المتلقي أن يكون قوياً في فكره معتداً برأيه وهو يشعر بالضعف من قبلك، استثمار مهارات الشباب والعناية بتطوير قدراتهم في غاية الأهمية، إن إضافة مادة «تقنية الإنترنت» في المدارس وفي المراحل الأولية وبإشراف كوادر متخصصة ومخلصة سيسهم في النهوض على نحو متزن لتتسع الآفاق واللحاق بالركب عبر تتبع خطوط الإنتاج المختلفة، فضلاً عن قطع الطريق على من يعبثون بعقول الصغار ومشاعرهم، إن إدراج الثقافة الصناعية عبر وسائل التعليم وتعليم المبادىء الأساسية للحرف المهنية المختلفة في غاية الضرورة، في حين أن انسجام النظرية مع التطبيق يعول عليه في هذه المراحل التي تعتمد على التجربة والممارسة كعناصر أساسية لتحقيق النجاح، إذ لاتزال النظرة القاصرة للأعمال المهنية تسهم في تضييق الأفق، وما برحت تحتجز الإبداع في بوتقة الشعور الدوني وفق فهم خاطىء وإدراك محدود، وينسحب ذلك بالتالي على بطء الإلمام للمفهوم المثالي لسلامة وحسن الاستيعاب والتقدير الجيد، والذي تتكىء عليه مقومات الصناعات المختلفة، إن رفع مستوى الإحساس بأهمية الثقافة الصناعية سيمكّن المتلقي من استيعاب المعلومة والاستفادة منها بعد التخرج، وتجاوز النظرة النمطية والمغرقة في المثالية والتي ما برحت تنقل الطلبة من مرحلة إلى أخرى بمعزل عن تأهيل كافٍ يسد الفراغات. إن الدقة في مؤشرات الرصد ستتيح استثارة القدرات الكامنة واكتشافها والعناية بصقل المهارات المختلفة، وحينما يصل الطالب إلى المرحلة الجامعية فإن كل ما يحتاجه المساندة، حيث إنه يمتلك الأدوات التي تمكنه من البحث والاطلاع، وهذا التوجه لا يسهم فقط في تنمية التعليم على أسس موضوعية سليمة وحسب، بل إنه وفي حال تعثر الطالب وعدم قدرته على المواصلة لأي سبب من الأسباب في إحدى المراحل فإنه يستطيع إتقان أي حرفة، عطفاً على التأسيس السليم، والثقافة الشاملة، وتحديداً الصناعية، وطبقاً لإدراك أهمية المراحل وتأثيراتها وبالله التوفيق. Your browser does not support the video tag.