انطلق في مدينة جدة، خلال الأسبوع الماضي، وعلى مدى أربعة أيام، أكبر هاكاثون على مستوى العالم، بتنظيم وإشراف ومتابعة من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز. هذا الحدث لم يكن حدثاً اعتيادياً، بل دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر حدث إلكتروني على مستوى العالم، بحضور ومشاركة 2950 مبرمجا ومطورا من الجنسين، يمثلون 51 دولة من العالم. تنافس المتسابقون فيما بينهم منافسة شريفة ولهدف سامي ونبيل، وهو خدمة ضيوف الرحمن، حجاج بيت الله الحرام والتيسير عليهم في أداء مناسكهم من خلال محاولة اختراع أو تطوير حلول وتطبيقات تقنية جديدة تساعدهم في أداء هذه الشعيرة العظيمة. فكرة هذا الهاكاثون متفردة وإبداعية في مجالها وموضوعها، وكان لها أكثر من بعد، فعلى المستوى التقني، كانت هناك محاولات جادة لإيجاد حلول وتطبيقات تقنية جديدة تخدم غرض مختلف وموضوع جديد، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، حج بيت الله الحرام، مقصد المسلمين من كافة أنحاء المعمورة، فالهدف والمناسبة هنا مختلفان عن موضوع الأحداث التقنية السابقة التي أقيمت من قبل على مستوى العالم، وهذا ما يجعل الفكرة نوعية. البعد الآخر لهذا الهاكاثون يتمثل في دعم القدرات الشابة التي يعول عليها كثيراً في تطوير مختلف المجالات في هذا البلد، من خلال تطويع التقنية الحديثة لخدمة أهداف وأغراض مختلفة في كافة المجالات، وهو ما تحقق بالفعل من خلال مشاركة عدد كبير جداً من الشباب السعودي من الجنسين، وإتاحة الفرصة لهم لتقديم مواهبهم وإبداعاتهم من خلال هذا الهاكاثون العالمي. يوجد أيضاً بعد آخر لهذه الفعالية، وهو البعد العالمي لهذا الحدث، حيث حقق المركز الأول على مستوى العالم من حيث عدد المشاركين، واستطاع دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية في العالم؛ وهذا بدون أدنى شك سوف ينعكس ايجاباً على اسم وسمعة الاتحاد والوطن في هذا الجانب، وقد حقق جائزة بهذه المناسبة سلمها ممثل موسوعة غينيس لمعالي رئيس مجلس إدارة الاتحاد. أثبتت الفتاة السعودية من خلال مشاركتها في هذه الفعالية وتحقيق المركز الأول ومبلغ مليون ريال بهذا الحدث العالمي، وفوز تطبيق «ترجمان»، أنها قادرة على المشاركة بقوة وشريك أساسي في مسيرة البناء والنماء لهذا الوطن المعطاء، جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل. هذا الاتحاد الوليد، اتحاد الأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، على الرغم من قصر عمره الزمني، إلا أنه يسابق الزمن في حضوره اللافت والمواكبة لكل جديد في عالم التقنية، فقد نظم اكثر من مناسبة وفعالية، ووقع العديد من الاتفاقيات مع جهات وهيئات ومنظمات دولية في هذا الجانب، كما أنه اتاح العديد من الفرص الوظيفية والتدريبية لشباب المملكة العربية السعودية. وهذا التوجه من قبل الاتحاد يمثل أحد الجوانب المهمة لرؤية المملكة 2030م، والتي تركز على استخدام التقنية، وتدعم الاقتصاد المعرفي وجميع تطبيقات المعلوماتية المختلفة. معالي المستشار الأستاذ سعود القحطاني، يقف خلف هذا الإنجاز والتطور الذي يشهده اتحاد الأمن السيبراني، فله الشكر على كل ما يقدمه الاتحاد من فعاليات ومناسبات ومبادرات في مجال الأمن السيبراني والبرمجة، وهو المجال الواعد الذي يعول عليه في تطوير كافة المجالات العلمية والعملية على حد سواء، فإلى مزيد من التطور والتقدم بمشيئة الله في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله. * أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود Your browser does not support the video tag.