أكد المختص بالشؤون الإيرانية المحامي عبدالمجيد محمد أن عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوار مع إيران دون شروط مسبقة كان كالزلزال الشديد داخل حكومة ولاية الفقيه، بعد أن ألقى الكرة في ملعب النظام الإيراني، ما سيجبر علي خامنئي الآن على إظهار ردة فعل محددة وواضحة حول ذلك. وقال المحامي محمد: على الرغم من إظهار ردود فعل مختلفة داخل النظام ولكن الكلمة الأولى والأخيرة هي لخامنئي وهو من يتخذ القرار النهائي، مضيفاً أن تصريحات محمد علي جعفري بصفته قائد قوات الحرس الثوري أو ما سبقها من تصريحات للحرسي قاسم سليماني التي بدت حادة وشديدة اللهجة في ظاهرها ما هي إلا تصريحات فاقدة لأي قيمة سياسية وفي العالم المتحضر لا تبنى السياسات أبداً على التصريحات المحلية ولا أحد يأخذها على محمل الجدية أبداً. وأردف أن الأصحاب الرئيسيون للموضوع فيما يخص التفاوض أو عدم التفاوض هم وزير خارجية النظام ومن ثم حسن روحاني بصفته رئيس الجمهورية وفي النهاية خامنئي شخصياً حيث إنهم لم يتخذوا أي موقف حيال هذا الموضوع. واستطرد أن خامنئي وفقاً للتجارب السابقة في مثل هذه المواقف لا يتكلم بكلام صريح وشفاف حتى يتمكن من معالجة الأمور، إلا أن هذا الأسلوب المكشوف لن يفيد مع الإدارة الأميركية الحالية، وسيفشل مثلما فشلت المفاوضات حول الاتفاق النووي. وتابع: عندما يعلو صوت الحرب داخل النظام يدور السؤال (من الذي اتخذ القرار النهائي في قضية الاتفاق النووي؟)، فيجيب خامنئي (أنه كان موافقاً على مبدأ التفاوض، ولكنه لم يتدخل في الحيثيات والجزئيات) وبهذه الطريقة يحاول التهرب من مسؤولية فشل الاتفاق النووي لكي لا يتحمل عواقب ونتائج الفشل، في حين أن روحني يقول (إنه بصفته رئيساً فإنه ينفذ كل ما كان يقوله خامنئي بالحذافير). والحقيقة القاسية جداً على نظام الملالي الآن، أن خامنئي مضطر لاتخاذ قرار نهائي فيما يخص عرض ترمب الذي بث المزيد من الخلافات بين المتشددين والمعتدلين، فإن قبل الحوار فستندلع حرب داخلية بين أركان النظام، وإن رفض ستكون العواقب وخيمة سياسياً واقتصادياً، لذا سيقع خامنئي في مأزق كبير في كلتا الحالتين. والآن في أي جهة سيتحرك إليها خامنئي وعصابته فلن يحصلوا إلا على نتيجة واحدة وهي حركة (كش ملك). Your browser does not support the video tag.