تصاعدت وتيرة الاحتجاجات الشعبية في إيران بصورة كبيرة، وأفادت الأنباء الواردة عن شبكة تنظيمات المقاومة الإيرانية في الداخل بأن عددا من المدن الإيرانية شهدت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الخميس مظاهرات تلبية لدعوة أطلقتها معاقل الانتفاضة الإربعاء. ففي مدينة شيراز تحركت مجاميع من أهالي المدينة صباح الخميس وفشلت محاولات عناصر قوى الأمن المنتشرة في الشوارع للحؤول دون تنظيم المظاهرة، وتجمع إعداد كبيرة جدا من المواطنين في الشوارع وهم يرددون "اخجل يا روحاني، اترك الحكم والبلاد"، وفي تقاطع زند لمدنية شيراز الذي يقطع وسط المدينة ردد المتظاهرون، "بالمدفع والدبابة والمفرقعات، فعلي الملالي أن يرحلوا"، وقامت مجموعات من الشباب بحرق إطارات السيارات وسط الشوارع لمنع تقدم عناصر قوات الأمن باتجاههم، وهتف المتظاهرون: "الغلاء والبطالة لا نريدها، لا نريدها"، "الموت للدكتاتور" واندلعت مواجهات بينهم وبين قوات الأمن. وفي مدينة اصفهان قامت مجموعة من المواطنين في تقاطع "هزار دستان" بحرق إطارات السيارات احتجاجا على النظام. وفي حي "شاهبور" الجديد استأنفت المواجهات مع قوات الأمن حيث هاجم المتظاهرون قوات الامن بالحجارة والعصي. وفي مدينة شاهين شهر التابعة لمحافظة أصفهان خرج مئات من المواطنين بهتافات تطالب المواطنين الآخرين بالانضمام اليهم في حركتهم الاحتجاجية. وفي طهران العاصمة بدأت تتشكل المجموعة المنظمة للمظاهرة في ساحة "ونك"، وردد المتظاهرون شعارات ضد الغلاء، كما خرج مئات من المواطنين في مدينة "اشتهارد" محافظة "البرز" شمال البلاد للاحتجاج على الغلاء والبطالة، وفي مدينة مشهد بشارع "شهدا" تظاهرت جماهير غفيرة من المواطنين وهم يرددون "الغلاء والنكبة الموت لروحاني"، وبلغ عدد المتظاهرين الآلاف وهم يرددون "اخجلوا أيها القاطنون في القصور واتركو الحكم والبلاد". وتأتي هذه التطورات في ظل انهيار غير مسبوق للاقتصاد الإيراني، عكسه الهبوط المظل لقيمة العملة الايرانية "التومان"، ويقول الخبير بالشأن الإيراني صافي الياسري أن أكبر تهديد يواجهه النظام هو بقاء ملالي إيران على كراسي السلطة مع عظم تدهور أوضاع الشعب الإيراني، حيث وصلت أزمة العملة إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور، وقد اعتبر المراقبون الدوليون هذا الوضع مظهرا لانهيار الاقتصاد الإيراني. ففي 29 يوليو الماضي، عندما بدأ رئيس البنك المركزي الجديد العمل، تجاوز سعر الدولار 10 آلاف تومان ووصل خلال ساعة إلى 11،200 تومان، ثم لم يتوقف الارتفاع في سعر الدولار، ووفقا للتلفزيون الإيراني، فانه يرتفع كل ساعة. وأوردت مجلة فوربس إكونوميكس منحني سعر الدولار مقابل الريال الإيراني في السنوات الثلاث الماضية، مما يدلّ على سقوط غير مسبوق في قيمة الريال: «سعر الدولار في السوق الحرّة أعلى من السعر الرسمي البالغ 44030 ريالاً، بنسبة 154 % وهذا يعني أن أصحاب الامتيازات الخاصة الذين لديهم فرصة الوصول إلى الدولار بالسعر الرسمي يمكنهم الحصول على فائدة 154 % في غمضة عين». وقال مارك دوبوفيتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: «إن انهيار الريال، هو الفشل الكامل للجمهورية الإسلامية». وكتبت صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي يوم 30 يوليو: «إن سعر الدولار تجاوز يوم أمس 10 آلاف تومان ليسجل نموا في العام الماضي بنسبة 170 في المئة و... والمسكوكات الذهبية التي كان سعرها قبل عام في نفس الوقت حوالي 1 مليون و300 ألف تومان، والآن نمت لأكثر من 207 % !». ويقول الياسري إن حكومة حسن روحاني تعيش في شلل تام، والحقيقة أن الملالي ليس لديهم خيار أمام هذه الأزمة الرهيبة، وكانت زمرة روحاني قد روّجت أنه مع رحيل «سيف» (رئيس البنك المركزي السابق) من البنك المركزي ومجيء «همتي» (خلفه)، ستتحسن الأوضاع، لكن حتى أشخاص مثل زيباكلام وهو من الطيف الموالي لروحاني، اعترفوا بأن «أبعاد الأزمة وعدم الكفاءة الاقتصادية عميقة وعريضة لدرجة أنه حتى إذا تغير جميع وزراء روحاني أيضا، وإذا جاء بدلا من نوبخت وكرباسيان، اقتصاديون مثل كينز وريكاردو وآدم سميث ليكونوا مسؤولين عن الحكومة الاقتصادية، فلن يتغير شيء». Your browser does not support the video tag.