إنّ أكثر ما يزعجني ويثير شفقتي هؤلاء الأشخاص الذين يهمّون بنشر الشائعات، ويروّجون لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال لا الحصر نشر كل ما يتعلّق بهذا الوطن الغالي، فهذا مراهق نشر شائعة تراجع قرار قيادة المرأة في السعودية، وإعادة النظر فيها من جديد، وهذا الآخر قام بإعادة تغريدات في برنامج تويتر تمس نظام الدولة والشعب أكمل، فأفرَحَ الأعداء المتربصين بنا، وقام بوضع «هاشتاقات» تتداول في برنامج تويتر، مزيّفة لا صحة لها تسهم بدورها في زعزعة الأمن وإثارة شعب بأكمله. إنَّ ثقافةَ البث الإيجابي والسلبي - لدينا - مفتوحة أبوابها على مصراعيها، فعندما أرى حادث سير - حفظنا الله وإياكم - أتعجب من أنّ الجميع يلتف حول الحادث، فيبدأ بالتصوير والتشهير، غير آبه بمن يحتضر أمامه، والآخر يقوم بالتشهير عن الحادث دون رحمة أو رأفة تأخذه حيالَ أهل المصاب أو والديه، والبعض الآخر يهم بالمساعدة بأيِّ طريقةٍ كانت. إنّ من يُروّج لأي شيء شائعةً كانت أو حقيقة، فإنه في حقيقة الأمر يساعد الأعداء الذي يتربصون ويترصدون لهذا الوطن الغالي. فكل مقطع فيديو يتم تداوله ونشره على نطاقٍ واسع يساعد على إخبار العدو بما يحدث في بلادنا، وتمكيناً لبلوغ أهدافهم كما خططوا لها، فكل مقطع أو حتى صورة تساعد العدو في نيل مراده وتحقيق مناله في الموقع المطلوب والجهة المطلوبة، فبرامج التواصل الاجتماعي كثيرة وأهدافها متشعّبة، فهي وسيلة العدو المُتخفّية التي تُخبره أين وقع الصاروخ الفلاني ومتى. حرّصوا أولادكم وحذّروا من ابتُليَ منهم بهذه العادات البغيضة والمسمومة، ونبّهوهم على كل ما يقرؤون ويكتبون و»يُرتوتون» وأنّ كلّ مايفعلونه لا يخفى على أجهزة هذه الدولة العظيمة. حفظ الله هذا الوطن العزيز، وأدامَ عزّه، وحفظ قيادتنا الكريمة وشعبنا الكريم. أوصدوا أبواب الشائعات، فأمننا وأماننا واستقرارنا أيضاً علّة عدوٍ لا علّةَ لهُ سوانا!. Your browser does not support the video tag.