في بداية تأسيس رعاية الشباب وبداية معارض الفنون التشكيلية برزت أسماء على الساحة التشكيلية المحلية، منها الفنان الرائع خليل حسن خليل المولع بالمدرسة السريالية حتى التخمة، وكما يسمى بصائد الجوائز للمسابقات المحلية والدولية للفنون التشكيلية، حيث لا يمكن أن يُشارك خليل في مسابقة إلا ويحصد جائزتها الأولى، الفنان خليل حسن خليل القادم من جازان البحر والخيال للرياض الدهشة بالمكان. في بداية دراستي الجامعية في الرياض تفتحت عيناي على معارض رعاية الشباب، وكان الفنان خليل حسن خليل من أهم الفنانين المدهشين في عالم التشكيل المحلي والخليجي، كانت عوالمه غريبة رغم قربها للواقع المحلي، وكنت أتعرف على ملامح الثقافة في جازان من خلال أعماله الفنية الملهمة، تمنيت مقابلته في العديد من المعارض التشكيلية التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولكن لم أتمكن من رؤيته. وبعد انقضاء فترة العز لرعاية الشباب ودمج الثقافة لوزارة الثقافة، اختفت تلك الملامح واختفت المعارض واختفى معها الفنانون الرواد، واختفى خليل ومعه الكثير من الفنانين، تم تهميش تلك الحقبة الزمنية، بحجة الاهتمام بالشباب، واختفى الجيل المؤسس للفن التشكيلي المحلي، حتى أصبحت الفجوة بين الجيلين، وقد أجزم أن الكثير من الفنانين من جيل الشباب لا يعرفون هذا الجيل، بسبب التهميش والإقصاء الذي مورس في حقهم، ومن الطبيعي أن لا نجد خليل وغيره في المعارض المحلية ولا الدولية، لأنهم لم يُحترموا لما أنجزوا، وكم تمنيت أن تكون المعارض الرسمية للمملكة تصطحب رموز الفن في وطننا الغالي لاحترام فنونهم وريادتهم. ومن هنا ندعوا الجهات المعنية بالفنون أن تبدأ بتغيير قوائمها التي عفا عليها الزمن، وهي التي تحظى بجميع الدعوات للمحافل الوطنية والمحلية والدولية، وأن يكون لفنانينا الحظوة لحضورهم والاحتفاء بهم في المناسبات الوطنية، والفنان خليل حسن خليل واحد من أهم الفنانين في المملكة الذي يستحق هذه الحفاوة والتقدير والاحترام، وأن نجد يوماً متحفاً يضم جميع أعماله الفنية لنتفاخر بها بين الأمم. Your browser does not support the video tag.