عملت الحكومة اليمنية، والتحالف العربي بقيادة المملكة منذ البداية على وقف الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإيرانية وتحقيق التسوية السياسية، وصولاً إلى سلام شامل ودائم وفقاً للطريق الذي رسمته الأممالمتحدة، والذي قام على أساس إدانة الانقلاب المدعوم إيرانياً، وحدد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 كمرجعيات وأسس للمفاوضات والحل السياسي، في حين ظلت الميليشيا تعطل كل جولات التفاوض وأعاقت كل تحركات الأممالمتحدة الرامية لتحقيق التسوية، وانقلبت على كل الاتفاقيات والمعاهدات. وبهذا الصدد يقول وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني ل"الرياض": "جماعة الحوثي الإيرانية لا تحترم عهودها، ولها تاريخ أسود فى عدم الالتزام بالاتفاقيات، وهناك قرابة 90 معاهدة واتفاقية مع القبائل والدولة لم تلتزم بها". مشيراً إلى أنها عُرفت بتاريخ سيّئ في التعامل مع الحوار والمفاوضات والمباحثات وتستغل المفاوضات؛ لتكسب مزيداً من الوقت للمراوغة بهدف إعادة ترتيب صفوفها، والحصول على مزيد من الدعم والسلاح الإيراني عبر التهريب ومن ثم شن حرب جديدة.ويلفت الإرياني إلى أن الرهان بشكل مطلق على عقلانية الميليشيات وإمكانية دفعها نحو السلام ليس خياراً واقعياً بالنظر إلى السجل الأسود الحافل بالانقلاب على الاتفاقات والتمرد على الإجماع الوطني والإرادة الدولية من خلال الارتهان لمشروعات خارجية تستهدف أمن وسلامة المنطقة برمتها، وتهدد ممر الملاحة الدولي. بدوره يعتبر مستشار الرئيس اليمني عبدالعزيز جباري، أي حوار لحل الأزمة اليمنية قبل كسر ميليشيا الحوثي الإيرانية عسكرياً ووصول قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي إلى تخوم صنعاء، وتحرير ما تبقى من الحديدة وتعز والبيضاء عبارة عن مضيعة للوقت، وتكرار جديد لفشل مشاورات وحوارات سابقة. وقال جباري: "مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفث سيعرف قريباً أن مفهوم ميليشيا الحوثي الإيرانية للسلام يختلف كلياً عن مفهوم اليمنيين والأممالمتحدة وكل سكان المعمورة". معتبراً من يعتقد أنها ستنسحب سلمياً من الحديدة أو غيرها يغالط نفسه، مؤكداً على أن ميليشيا الحوثي الإيرانية لا تؤمن بالسلام إطلاقاً. من جانبه قال السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان: "كل الاجتهادات التي حاولت أن تبحث عن حل خارج مسار المرجعيات الأساسية الثلاث عقدت الحل وشجعت الانقلابيين المدعومين من إيران على المناورة ورفض فرص السلام واستمرار الحرب". مشيراً إلى أنه لا شيء يشجع الانقلابيين على الاستمرار في غيهم ورفضهم للسلام، أهم من تعميم المسؤولية ووضع المجرم والضحية في خانة واحدة والبحث عن حل خارج مسار الأممالمتحدة الذي قام على أساس إدانة الانقلاب وحدد أسساً ثلاثة للتفاوض والحل. وأكد نعمان أن في كل دعوات السلام هناك أساسين لا بد من مراعاتهما وهما: الالتزام بمسار الأممالمتحدة، وأن يقال للميليشيا الانقلابية لقد أخطأتم، موضحاً أن البداية الجادة لتحقيق السلام تكمن في إدانة الخطأ ليعرف مرتكب الخطيئة أن الدعوة للتسوية ليس مكافأة على ما ارتكبه من جريمة، ولكن لتصحيح الآثار التي خلّفتها جريمته، لافتاً إلى أن العالم يدرك أن تعميم المسؤولية في جرائم بمستوى ما يمثله الانقلاب من جريمة قانونية ودستورية وأخلاقية يشجع على مواصلة ارتكابها في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد.أما الوكيل المساعد في وزارة الإعلام اليمنية فياض النعمان فعلق على تصريحات زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية الأخيرة حول الحديدة الذي حاول من خلالها إرسال إشارات مخادعة للمجتمع الدولي واصفاً إياها بالكذب السياسي الذي قال: إنه أصبح شعاراً يجسد الصورة الحقيقية للمشروع الإيراني الإرهابي في المنطقة ويعكس مدى المصداقية المزيفة التي تروج لها وسائلهم الإعلامية. وأشار الوكيل المساعدة في وزارة الإعلام اليمنية إلى أن الحكومة الشرعية تعاملت بمسؤولية مع المبادرات المقدمة من الأممالمتحدة وفقاً للمرجعيات الأساسية الثلاث، لكن الميليشيا الإيرانية أكدت وتؤكد لليمنيين والعالم أنها لا يمكن أن تكون شريكاً في تحقيق السلام، ويرجع ذلك إلى كونها فاقدة لقرارها، بالإضافة إلى أنها ترى أن تحقيق مصالحها يمر عبر ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني. Your browser does not support the video tag.