السلفية هي الأساس «للحياة والنهوض والبناء الحضاري»، ذلك أنها تجسد «مذهبية» متكاملة لها منظومة شاملة من المفاهيم المتعلقة بالمعرفة، والوجود، والكون، والإنسان، والحياة»... والفكر السلفي «جاء ليتفاعل مع عصره، كاشفاً جوانب الخلل فيه، منتقياً الجوانب الإيجابية، قائماً بجهده الإبداعي في توصيف البناء الحضاري السليم لأمته الإسلامية»... على لسان أحد أنصارها. الليبرالية في العدوة الأخرى هي «فن صناعة العقل المتحرر القادر على الإبداع، وفن التعامل الحر مع الواقع المتجدد»... ويجب النظر إلى الليبرالية «كمخرج للوطن، منقذ يقتاده إلى ساحة العقل والعلم والتقدم والحرية، وكل شيء جميل»... كما يصورها أحد مؤيديها. في أي العدوتين تكمن الحقائق؟ أو لنقل في عبارة ناجزة: ما الحقائق حول الإبداع، فكراً وممارسة وإنتاجاً في ثقافتنا العربية المعاصرة؟ الأمر الذي نحاول التصدي له في هذا التشخيص الثقافي يتجسد في ثلاثة أسئلة محورية: * هل يسعنا ألا نكون سلفيين ولا ليبراليين ونظل محتفظين بتديننا وإنسانيتنا وإبداعيتنا في واقعنا العربي المعاش؟ * وكيف يمكن لنا أن نوصف الممارسة الإبداعية للسلفية والليبرالية؟ وما انعكاسات تلك الممارسة على الثقافة العربية المعاصرة؟ * وهل من سبيل إلى الإفلات من قبضة الجمود والتقليد وصولاً إلى الإبداع العربي في الجوانب الفكرية والبحثية التي تعد قنطرة للإبداع في بقية المجالات؟ Your browser does not support the video tag.