بات واضحًا ضرورة الاستعداد للكوارث ومواجهتها من خلال فريق متكامل، يتم إعداده وتزويده بكل الصلاحيات والإمكانات التي تساعده على القيام بأداء مهامه؛ إذ لم تُعَد مسألة إدارة الكارثة من الأمور التي يمكن تَجاهُلها، أو تَرْكُها للارتجال والعشوائية، وذلك بعد أن أكدت الدراسات أنَّ أغلب سلبيات عملية مواجهة الكارثة كانت لغياب الاستعداد المسبق وحُسْن الإدارة. وأصبح التخطيط الإستراتيجي من أبرز الموضوعات التي تهتم بها الدول في الوقت الحاضر على المستويين الدولي والوطني، خصوصاً بعد زيادة أخطار الكوارث وتَنوُّعها؛ حيث إنه ما من بلد مُحصَّنة من وقوع الكوارث على أراضيها. فإدارة الكارثة بفاعلية ونجاحها يرتبطان - إلى حد كبير - بحسن الإدارة قبل وقوع الكارثة، وفي أثنائها، وبعدها، وتعتمد أساسيات عمليات المواجهة التي يفرضها واقع الكوارث على التخطيط العلمي المسبق والمدروس لعملية المواجهة الفعلية، بتحديد الآليات والكوادر البشرية، وتنفيذ الفرضيات، وتدريب العاملين عليها لتحقيق الهدف الرئيس المتُمثِّل في حُسْن التعامل مع الكارثة؛ للحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، كما أن عمليات المواجهة تمتد إلى ما بعد الكارثة حتى إعادة الوضع الطبيعي، وسير العمل في جميع المرافق، إضافة إلى أهمية أن يكون فريق المواجهة مزودًا بأفضل العناصر البشرية، ومجهزًا بأفضل المعدات، ومُدربًا جيدًا. وتُعَد مرحلة المواجهة اختبارًا حقيقيًّا للخطط المُعدة سلفًا. كما يُعَد التنسيق أحد العناصر المهمة والأساسية لإدارة الكوارث ومواجهتها، فهناك عديد من المهام والأعمال التي تتعلق بالتنسيق، منها: القيام بعمليات التخطيط وتحليل الأخطار في مرحلة ما قبل الكارثة، تنفيذ عمليات الإخلاء والإغاثة والإنقاذ والإسعاف في مرحلة مواجهة الكارثة، إضافة إلى مرحلة ما بعد الكارثة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. ولكل جهة مشاركة في المواجهة مهام وأدوار محددة، كلٌّ بحسب اختصاصه ومسؤوليته؛ لذا كان من الواجب أن يعمل الجميع في تَناغُم وتَكامُل، فالتنسيق ضرورة لمنع التضارب الذي يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة. ولا بد من توافر تجهيزات محددة لعمليات الإنقاذ والإخلاء قبل وقوع أي كارثة، والتأكد من الأعداد الجيد، والتأهيل لفِرَق الإنقاذ وتدريبهم من خلال التجارب الوهمية، مع مراعاة أن تكون قريبة - ما أمكن – للواقع؛ لكشف أَوْجه القصور وتلافيها، وكذلك التدريب المسبق على طرق الوصول إلى مكان الكارثة، وإنقاذ المصابين، واستعمال وسائل التقنيات الحديثة، مع ضرورة وجود خطة مُعدة مسبقًا لعمليات الإخلاء والإنقاذ، تكون واضحة ومفهومة لدى جميع المشاركين، إضافة إلى المرونة التي يجب أن تتصف بها الخطة؛ لتكون قابلة للتغيير والتعديل عندما يتطلب الموقف ذلك. وقد عمدت المنظمات الدولية والوكالات الإنسانية المعنية بشؤون الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى استحداث إطار يحكم العملية الإغاثية من خلال (مدونة السلوك الإنساني). إن إعداد الخطط الوطنية لمواجهة الكوارث، يتطلب أن يكون وفق منهجية علمية تستند على معلومات تفصيلية وتحليل دقيق لها، وتوظيف الإمكانات البشرية والفنية الموجودة توظيفا مثاليًّاً، يهدف إلى احتواء الحدث وتحجيم تداعياته، وذلك بمشاركة الجهات المعنية والشركاء المحليين، وهم: الجمعيات الأهلية، القطاع الخاص، رجال الأعمال، شبكات المتطوعين، العاملون الصحيون، المجتمعات المحلية المتضررة، الهيئات المحلية الأصغر، توضيح مهام الجهات الحكومية وغير الحكومية ومسؤولياتها قبل الكارثة وفي أثنائها وبعدها، طرق تحليل الأخطار، ووضع السيناريوهات المختلفة لمواجهتها. Your browser does not support the video tag.