هناك مواضع تاريخية تحتضنها أرض مملكتنا الحبيبة خلّدها شعراء العرب ومنها بيشة، والتي جاءت على ألسنة شعراء العرب ومنهم شاعرنا كعب بن مالك الخزرجي شاعر مجيد عَدّه ابن سلّام من فحول شعراء المدينة؛ وقال عنه الأصفهاني: من شعراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدودين وأن له أصل عريق وفرع طويل في الشعر، صحابي ذكره ابن حِبّان ضمن صَحْبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الثقات، كنيته عند ابن حبيب في كتابه كُنى الشُّعراء أبو عبدالله وجاء في مسند الإمام أحمد أن كُنيته في الجاهلية أبا بشير فكناه الرسول صلى الله عليه وسلم أبا عبدالله. ذكره المرزُباني فيمن اسمه كعب في كتابه مُعجم الشعراء؛ وقال عنه ابن عبد البَر في كتابه الاستيعاب في معرفة الأصحاب انه من السبعين الذين شهدوا العقبة رضي الله عنهم جميعا، واختُلف في شهوده بدرا، وكان مجوّدا. ذكر صحابة رسول الله وبسالتهم في غزوة أُحد وشبههم بأُسْد بيشة الضارية التي أكلت حتى تضلّعت من فرائسها، فهي إذن ثقيلة في مشيها لامتلاء بطونها فقال: ورَاحُوا سِرَاعًا مُرْجَعِينَ كَأنَّهم.. جَهَامٌ هَرَاقَتْ مَاءَ الريحُ مُقْلِعُ وَرُحْنَا وأُخْرَانَا بِطَاءً كَأنَّنَا.. أُسُودٌ عَلَى لَحْمٍ (بِبيشَةَ) ضُلَّعُ أورد له ابن سعد في الطبقات أبيات يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يَا عَيْنُ فَابْكِي بِدَمْعٍ ذَرَى .. لِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ وَالْمُصْطَفَى وَبَكَى الرَّسُولُ وَحَقَّ الْبُكَاءُ.. عَلَيْهِ لَدَى الْحَرْبِ عِنْدَ اللِّقَا عَلَى خَيْرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ.. وَأَتْقَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ التُّقَى عَلَى سَيِّدٍ مَاجِدٍ جَحْفَلٍ .. وَخَيْرِ الأَنَامِ وَخَيْرِ اللَّهَا جاء في كتاب الأغاني للأصفهاني أن الخليفة معاوية بن أبي سُفيان قال لجلسائه يوما: أخبروني بأشجع قول وصف به رجل قومه؟ فقال روح بن زنباع: قول كعب بن مالك: نصل السّيوف إذا قصرن بخطونا.. قدما، ونلحقها إذا لم تلحق فقال معاوية رضي الله عنه: صدقت. مات رضي الله عنه سنة (50ه) في خلافة معاوية بن أبي سُفيان بعد أن كفّ الله بصره وهو يومئذ ابن سبعٍ وسبعين، وقال البغوى مات بالشام. Your browser does not support the video tag.