بدأت أمس في العاصمة البلجيكية بروكسل وتحديداً في المقر الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أعمال القمة الثامنة والعشرين على مستوى القادة وسط جدول أعمال حافل، أبرز ملفاته مكافحة الإرهاب ودعم السياسات الدفاعية للحلف. وتعقد القمة على وقع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تحدث عن (ديون متراكمة) على أعضاء الحلف لبلاده منذ سنوات، مما ألقى بظلاله على أروقة القمة؛ ولكن ترمب رغم طرحه موضوع الديون إلا أنه دعا دول الحلف التسع والعشرين إلى جهود أكبر في مكافحة الإرهاب وتكثيف التعاون لوقف الهجرة والتهديدات الروسية. وصرح قبيل انطلاق قمة (ناتو) أن ألمانيا "خاضعة لسيطرة كاملة من روسيا" بسبب اتفاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" مع موسكو، واصفاً الاتفاق بأنه "غير ملائم". وذكر أن الولاياتالمتحدة تقوم في الوقت ذاته "بدفع الكثير من الأموال" لحماية فرنساوألمانيا والجميع. وكان التحالف قد حدد هدف إنفاق ما نسبته 2 % من الناتج المحلي الإجمالي حول الدفاع، وهو هدف من المتوقع أن يفي به ثمانية حلفاء فقط هذا العام. وتقود أميركا الطريق، حيث من المتوقع أن تبلغ نسبة إنفاقها هذا العام 3.5 %، فيما تمثل ألمانيا فقط 1.24 %. وأضاف ترمب: "يتعين أن تعزز تلك الدول إنفاقها، ليس خلال فترة أكثر من عشر سنوات، لكن يتعين أن تزيده على الفور.. ألمانيا دولة غنية يمكنهم أن يزيدوه على الفور أو غداً وليس لديهم أي مشكلة". ورفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الانتقاد الموجه من ترمب للتعاون الاقتصادي بين ألمانياوروسيا في قطاع الطاقة، وأكدت في مستهل القمة أنه من الجيد لألمانيا انتهاج "سياسة مستقلة". تجدر الإشارة إلى أن العاصمة البلجيكية تشهد إجراءات أمنية مشددة مصاحبة لقمة (ناتو)، حيث أغلقت الطرقات وتم تحويل اتجاه السير، كما أغلقت الحدائق العامة القريبة، وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة في محيط القمة. في غضون ذلك، يتحضر ترمب لخوض معركة ضغوطات على الحلفاء في قمة الناتو؛ وذلك لحض الدول الأعضاء في المجموعة على الالتزام بالعقوبات الأميركية ضد إيران، والعمل على التخلص من برنامج إيران الصاروخي. وتحاول إدارة الرئيس الأميركي الحصول على تأييد دولي وإقليمي لحملة الضغوطات على إيران، حيث كانت العقوبات أحد أهم الموضوعات على أجندة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثناء زيارته الإمارات الثلاثاء، كما أكد بومبيو أثناء زيارته أن دول الخليج العربي حليف أساسي للولايات المتحدة وشريك مهم لضمان استقرار المنطقة وعدم عرقلة إمدادات النفط إثر العقوبات على إيران. وجدد وزير الخارجية الأميركي من أبو ظبي تأكيده أن سلسلة العقوبات المشددة لا تستهدف الشعب الإيراني بل النظام. وفي استمرار لحملة الضغوطات على إيران تدخل السفير الأميركي في ألمانيا ريتشارد غرينيل لمنع تحويل 350 مليون دولار من بنوك ألمانية مملوكة لجهات إيرانية مقربة من النظام، حيث يحاول أصحاب الأصول في البنوك الألمانية تهريب المبلغ بشكل نقدي في الطائرات بسبب حظر الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان المفروضة على الإيرانيين بما في ذلك فيزا وماستر كارد. وقالت السيدة مارجان كيبور، مؤسسة التحالف الإيراني للدفاع عن الأقليات في إيران: إن الجميع توقع أن النظام في ظل العقوبات الدولية سيخفف من ضغطه على الشعب ويفتح الباب للحقوق والحريات إلا أن العكس هو ما حدث حيث بدأ بتكديس المزيد من الناس في السجون لأبسط الأسباب. وترى كيبور أن ما تقوم به الإدارة الأميركية بات استراتيجية متكاملة تهدف إلى إشراك الشعب الإيراني في الحملة العالمية ضد النظام، فأصبح الشعب أكثر ثقة بأن صوته مسموع وسيصل للجميع، وصار الناس أكثر جرأة ومشاركة في الاحتجاجات المستمرة في إيران. وأردفت أنه ليس أمراً عادياً يحدث كل يوم حين نرى وزير الخارجية الأميركي يغرد مرة يومياً ضد النظام الإيراني باللغتين الإنجليزية والفارسية، والنظام الإيراني بدوره يفهم اللعبة جيداً ويعلم أنه ثمة حشد عالمي يترتب ضده. واستطردت كيبور: "أعتقد أن الدول التي ما تزال تتواصل مع إيران تجارياً لديها الفرصة لتتراجع، ومن يدعي اهتمامه بالشعب الإيراني ويضع ذلك ذريعة للوجود في إيران فإننا ندعوه للاستثمار في تأمين الخدمات الإنسانية والمعيشية للشعب الإيراني كالماء، والابتعاد عن القطاعات التي ستفيد النظام الإيراني". Your browser does not support the video tag.