أوضح متخصص وأكاديمي في الشأن السياحي، أن اعتماد استراتيجية التمدد الرأسي "سياحة الفصول الأربع" تجعل من المملكة وجهة سياحية مستدامة طوال العام وليست موسمية ففي الصيف يجد السائح الوجهات الصيفية مناسبة له لقضاء إجازته، وإذا جاء فصل الشتاء انتقل السائح إلى الوجهات الساحلية وبذلك نظمن استدامة السياحة المحلية وتقليص إنفاق السائح على السياحة الخارجية. وقال د. علي أحمد القاسم، رئيس قسم السياحة والفنادق بجامعة أم القرى، أنه لا يخفى على أحد أهمية صناعة السياحة على اقتصاديات الدول، فالمملكة قد تنبهت بشكل أكبر لهذه الصناعة في العام 2001، وذلك بعد صدور مرسوم ملكي يقضي بإنشاء هيئة حكومية تدير وتنظم وتصدر التشريعات لهذا القطاع، وأركز على مقولة "قطاع"، لكوننا لم نصل بعد لمستوى صناعة بمعنى الكلمة، ولكن لدينا طموح كبير أن تكون لدينا صناعة سياحية في 2030، فمن ذلك الحين حرصت هيئة السياحة والتراث الوطني على تطوير هذا القطاع، وعملت الكثير من أجله رغم الإمكانات والميزانيات المحدودة التي كانت ترصد لها من ميزانية الدولة في البدايات، فهيئة السياحة استخدمت منذ نشأتها استراتيجية التمدد الأفقي، وأقصد بذلك أنها حرصت على عمل بنية تحتية خاصة بها بحيث يكون لها حضور في جميع مناطق المملكة وذلك بفتح فروع لها لتنظيم ومتابعة قطاع السياحة بما فيه من منشآت سياحية وفندقية وأنشطة وفعاليات في تلك المدن، وعملت الهيئة أيضا على دعم إقامة المهرجانات والفعاليات الصيفية، رغم تكرارها في كل المناطق من كل عام إلا أنها كانت جاذبة لشريحة كبيرة من أبناء الوطن، كخيار جيد، وخصوصا الذين يفضلون السياحة الداخلية أو غير القادرين على السفر للخارج. وأضاف "أعتقد أن استراتيجية التمدد الأفقي لقت ثمارها في تأسيس بنية تحتية سياحية مهمة بالمناطق السعودية المختلفة، وساعدت إلى حد كبير على ضبط وتنظيم هذا القطاع المهم، والتي تسعى إلى أن تكون السعودية وجهة سياحية عالمية، فهيئة السياحة لن تستطيع مهما كانت إمكانياتها المالية أو البشرية أن تجعل جميع مدن السعودية وجهات سياحية متكاملة على المدى القصير والمتوسط. بالإضافة إلى ذلك فإن توزيع المشروعات على مساحة شاسعة مثل السعودية يجعلها مبعثرة ويفقدها أهميتها لدى السائح ويقلل من حجم الأنشطة والفعاليات السياحية فيها فتناثر المشروعات بين مشروع صغير هنا ومشروع كبير هناك، ولن يحقق النجاح والاستدامة لتلك المشروعات، والسبب أن السائح غالبا لن يقطع مسافات بعيدة من أجل وجهة محدودة إن لم يكن هناك خدمات أخرى مساندة تجعل من برنامج السائح ممتلأً بالتنوع في الأنشطة والفعاليات. واستطرد القاسم قائلاً، "اقترح على هيئة السياحة والتراث والوطني والقائمين على التخطيط لقطاع السياحة في السعودية التحول إلى استراتيجية التمدد الرأسي ويكون ذلك بالتركيز على تطوير أربع وجهات مختلفة التضاريس والمناخ والثقافة والعادات كأن تكون وجهة جبلية باردة مثل الطائف وأبها امتدادا إلى جبال فيفاء "للسياحة الصيفية" لاعتدال مناخها وطبيعتها الخلابة، ووجهة ثانية ساحلية ولن يكون هناك أفضل من شريط الساحل الغربي "للسياحة الشتوية" حيث الدفء والنسمات اللطيفة في موسم الشتاء، ووجهة ثالثة حضارية كالعاصمة الرياض بما فيها من عمران وطرقات متقدمة ومراكز تجارية ومطاعم وخدمات متكاملة "للسياحة طوال العام" وأخيرا وجهة تاريخية كمدينة العلا باعتبارها أكبر متحف مفتوح في العالم وتمتلك أحد أهم الآثار في العالم، "سياحة الآثار"، وبذلك تكون السعودية وجهة "الفصول الأربعة" بامتياز، باعتماد هذه الاستراتيجية نستطيع التركيز على وجهات سياحية محددة يسهل علينا تطويرها وتخطيطها والتسويق لها محليا وعالميا وجذب المستثمرين المحليين والعالميين للاستثمار فيها وسهولة توفير كل ما يحتاجه السائح السعودي والخليجي والعربي والأجنبي من خدمات وأنشطة سياحية تتناسب مع طبيعة الوجهات السياحية الأربعة، ولا يمنع ذلك من تطوير وجهات أخرى مساندة. Your browser does not support the video tag.