على مدى السنوات الخمس الماضية كرس أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، جهده لتحقيق فكرة السياحة المستدامة، وتحويلها من موسمية صيفية إلى صيفية شتوية على مدار العام على اعتبار أن منطقة عسير، بها من المقومات الطبيعية ما يؤهلها لذلك، فهي تتربع على أعلى قمم جبال السروات، وتطل على جزء كبير من ساحل البحر الأحمر يمتد لأكثر من 240 كيلو مترا، ولذلك سارع العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص لزيارة ساحل عسير البحري، وإجراء الدراسات اللازمة لتطويره، ومن ثم تحويله إلى منطقة جذب سياحي خلال فصل الشتاء. السياحة الشتوية أدرك الأمير فيصل بن خالد أن السياحة الشتوية تتطلب بنية تحتية، فقد وضع مطلع العام الجاري حجر الأساس لمشروع تطوير الواجهة البحرية لشاطئ الحريضة والتي تبلغ مجموع تكاليف المرحلة الأولى أكثر من 100 مليون، في حين أن التكلفة الإجمالية للمشروع في مراحله المختلفة تبلغ 360 مليون ريال، ويمتد ساحل عسير غربا على ساحل البحر الأحمر بين حدود منطقة مكةالمكرمة شمالا وحدود منطقة جازان جنوبا بطول 140 كلم ومتوسط عمق 200 متر إلى الطريق الساحلي "جدة - جازان"، بالإضافة إلى بعض الجزر الشاطئية الجميلة، ويقام على مساحة إجمالية تبلغ مليونين و420 ألف متر مربع وبطول 5600م وعمق 400 متر على شاطئ الحريضة، ويتكون المشروع من عدة عناصر: العناصر الاستثمارية وتتمثل في إنشاء نادي اليخوت ونادي الطيران الشراعي والمتحف البحري ومدينة ألعاب الأطفال ومدينة الألعاب المائية ومضمار السابقات "باجي ريسينج"، والمركز التجاري الذي يحتوي على 34 محلا تجاريا والمطاعم والكافيتريات و34 كشكا، والعناصر العامة تتمثل في إنشاء ميناء اليخوت ومسرح مهرجان عسير البحري المحاط بالمدرجات والمنصة الملكية مع كامل الخدمات اللازمة والبحيرات المتفرقة والمسطحات الخضراء وممشى بطول الشاطئ وإنشاء مبنى الإرشاد السياحي بمساحة 878 متراً مربعاً، والمسجد الرئيس بمساحة 2166 متراً مربعاً وعدد من المصليات المتفرقة بمساحة انفرادية 98 متراً مربعاً، وإنشاء 480 جلسة شاطئية بمساحة 310 أمتار مربعة للجلسة والجلسات المتنوعة الأخرى، وإنشاء دورات مياه عامة 18 وحدة، وملاعب لكرة القدم وكرة السلة والطائرة، وملاعب لكرة التنس، ومظلات كبيرة على الممشى 24 مظلة، ومظلات متوسطة 45 مظلة، ومظلات صغيرة خشبية 207، بالإضافة إلى كل ما يتطلبه المشروع من خدمات وبنى تحتية وشبكة طرق وأرصفة وإنارة. فعاليات متنوعة واكب الأمير فيصل بن خالد تطلعات القيادة الرشيدة للاهتمام بالمواطن، فحرص على أن تكون برامج الصيف، تستهدف كافة الشرائح وتعمل على تثقيفها، وانتهج أمير عسير سياسة الشراكة بين الجهات الحكومية والمواطن لتنمية عسير وسياحتها، فكثيرا ما يلتقي الأهالي بصفة دورية. وظهرت على السطح روافد جديدة لدعم برامج السياحة من أبرزها تعدد أنواع الطيران الصيفي سواء الشراعي أو أنواع مختلفة من الطائرات، وتم الشروع في إحداث متحف عسير الإقليمي، والتوسع الأفقي في بعض المتنزهات في المنطقة، فضلا عن زيارات أمير منطقة عسير المتلاحقة لمواقع الاصطياف والتنزه، بهدف رصد الملحوظات التي تطرأ، وتقديم خدمات متميزة للزوار. فيصل بن خالد واستراتيجية السياحة نجح الأمير فيصل بن خالد بالاشتراك مع الهيئة العليا للسياحة في صياغة استراتيجية جديدة للسياحة، تحمل رؤية ثاقبة لتطوير السياحة واستشراف مستقبلها، وتضمنت استراتيجية تنمية السياحة في المنطقة وصفا عاما للمنطقة، ورؤية وأهداف خطة السياحة، والموارد السياحية، والفرص الإيجابية والتهديدات والمخاطر، وتحليل البيئة الداخلية والخارجية لمقومات السياحة، وآلية تطوير المواقع السياحية وتحليل السوق وملاءمة المنتج له واستراتيجية وأدوات وأساليب التسويق، وتنمية الموارد البشرية. وتعول هيئة السياحة من الاستراتيجية في إفادة رجال الأعمال الذين ينوون الاستثمار السياحي في منطقة عسير، وكذلك المواطنين لمعرفة مستقبل السياحة في منطقة عسير، والأهداف المنشودة خلال السنوات القادمة، ونحن نتمنى من الهيئة العليا للسياحة أن تعمل بجد على أرض الواقع وأن تهتم في تنشيط السياحة وإعادة هيكلة برامجها وتنفيذ توصياتها واستراتيجياتها لكي نصل للهدف المنشود وهو جعل السعودية بلدا سياحيا غنيا بمنشآته السياحية وآثاره ومعالمه وأجوائه وطبيعته الخلابة. عسير الوجهة الأولى للسياحة أعلن الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأحد 16 / 1 / 1433، بدء العمل لجعل عسير الوجهة السياحية الأولى بالمملكة في عام 2015، داعياً المستثمرين والقطاع الخاص إلى مساندة السياحة فيها بالاستثمار، مؤكداً أن جهود هيئة السياحة أعادت الأمل في انتعاش الاستثمار السياحي بعد معاناة من عزوف لكبار رجال المنطقة عن الاستثمار فيها. جاء ذلك خلال عرضه الذي قدمه في اللقاء السنوي للهيئة العامة للسياحة والآثار في قصر الثقافة بالرياض، كما أكد على الأهمية الاقتصادية للسياحة، باعتبارها الموفر الأول لفرص العمل والموجه لاقتصاديات المناطق بالمملكة، وأشار الأمير فيصل بن خالد إلى أن من آخر نتائج التعاون بين هيئة السياحة ومنطقة عسير هو مشروع إيقاف التشوه البصري في ألوان المباني في عسير، والذي سيُبدأ العمل فيه قريباً مع الهيئة، وأبان أن مستقبل منطقة عسير يكمن في السياحة باعتبارها العنصر الأهم في مكونات اقتصاد المنطقة، مشيراً إلى أن المواطن جاهز لتقبل السياحة، والأنظمة جاهزة، والهيئة جاهزة، فيما بقي انطلاق التنمية السياحية وتمكينها من النمو والتطور، وأشار إلى اعتماد أربعة مسارات سياحية كأولوية في التطوير والاهتمام هي: مسار أبها، ومسار السودة ورجال ألمع، ومسار المتنزهات "الفرعاء الجرة الحبلة"، ومسار ساحل عسير، ولفت إلى تشكيل مجلس للاستثمار يضم أعضاء من القطاع العام وكبار رجال أعمال بالمنطقة والغرفة التجارية، مشيداً بجهود أمانة عسير في ترسية مشروع البنية التحتية للحريضة بساحل عسير، الذي سيتم وضع حجر أساسه قريباً. وذكر الأمير فيصل أن أبرز المشاريع الاستراتيجية في الوجهة الجبلية والبحرية هي: مشروع مدينة التسوق بأبها، ومشروع مدينة الشباب بالحبلة، ومشروع القحمة الساحلي، ومشروع الجرة السياحي، ومشروع القرعاء السياحي، ومشروع متنزه الأمير سلطان السياحي، ومشروع تأهيل وتطوير قرية رجال ألمع، ومشروع تأهيل سوق محايل الشعبي، ومشروع تأهيل السوق الشعبي بظهران الجنوب.