في قصائد كثيرة أثبت الشاعر الكبير عبدالله الطلحي أنه أحد أفضل الشعراء الذين يعيشون بيننا اليوم، فهو واحدٌ من الشعراء الشعبيين القلائل الذي تقرأ قصيدته من مطلعها إلى منتهاها بنفس المتعة ومن دون أن تجد في أبياتها أي مفردة وُضعت في غير موضعها. ومع أن إبداعه شامل لجميع الأغراض إلا أنّه تفوق بصورة أوضح في قصائد الحكمة، واستطاع أن يتفوق أيضاً في موضوعات أخرى كالقصيدة التالية التي يُناجي فيها الخالق جل وعلا بلغة في غاية العذوبة والصدق. والقصيدة تُصوّر ضعف الإنسان والرحلة التي يعيشها متذبذباً بين القمة والقاع قبل أن يختار الطريق الصحيح وهو طريق التوبة والعودة إلى الله، يقول الطلحي: يالله ياللي تعلم أسرار الغيوب جيتك وأنا همّي على قلبي سطا هم الحياة اللي مضت مثل الهبوب أعمالها جمّعتها صح وخطا أتوب، وأرجع للخطا، وارجع وأتوب وأعيش من رحمتك في ستر وغطا ما زلت تسترني وأنا كلّي عيوب أزريت أغيّر وضعها رغم البطا أهيم وأسرح ف الشمال وف الجنوب مرّه على القمة ومرّه ف الوطا عيني على البرّاق في غرّ النصوب من يوم أشوف البرق حثّيت الخُطا كل الدروب: أحلام وأوهام وهروب إلا طريق رضاك يا جزل العطا يا رب تهديني على خير الدروب يامن هديت النحل وأسراب القطا وارزقني التوبة وغفران الذنوب وشفاعة أفضل من على البيدا وطا عبدالله الطلحي Your browser does not support the video tag.