المتفائلون بشفائهم من الأمراض ترتفع مناعتهم مقارنة بغيرهم حتى (40 %)، ويستفيدون من العلاج أكثر من غيرهم بنسبة (30 %)، وتنخفض لديهم أمراض القلب بنسبة (9 %)، في حين لا يعود (77 %) منهم للمستشفى بعد أي عملية جراحية.. وفي الإجمال يعيشون أطول من غيرهم بمتوسط 9,5 أعوام... هذا ما أثبتته دراسات طبية كثيرة لدرجة أصبح العلاج بالوهم الحميد أو (البلاسيبو) فرعاً من الطب الحديث.. سبق وكتبت مقالاً بعنوان (السرطان موقف) تحدثت فيه عن طبيب ألماني شغل الناس قبل عقدين من الزمان بأساليبه النفسية في علاج السرطان.. طبيب يدعى رايك جييد هايمر، عالج خلال حياته 6270 مريضاً عاش منهم 6000 لأكثر من أربع سنوات رغم حالتهم المتقدمة. بدأت نجاحاته حين راجع ملفات 15000 مريض في مستشفيات ألمانيا، فوجد أن 90 % منهم بدأت إصابتهم بعد حادثة مفجعة أو مصيبة استمرت طويلاً.. وهكذا وضع برنامجاً لعلاج مرضى السرطان يعتمد على استعمال العلاجات المعروفة من جهة، ومن جهة أخرى تعليم المريض كيفية التحكم بانتشار الخلايا السرطانية من خلال التأمل والتفاؤل وزيادة جرعة الإيمان والسكينة في حياته الجديدة - لدرجة كان يصف مسكنات القلق والاضطرابات النفسية لمرضى السرطان وينصحهم بالإكثار من الصلاة والتضرع بصرف النظر عن دياناتهم!! وفي المقابل هناك أبحاث طبية كثيرة تثبت أن التمارض (عكس التفاؤل) قد يؤدي في النهاية إلى مرض حقيقي أو وفاة غامضة.. أذكر جيداً أن مجلة جما (وهي المجلة الرسمية للجمعية الطبية الأميركية) أوردت نصائح للأطباء حول التعامل مع المتمارضين والنتائج المتوقعة من توهمهم للمرض. فكثيراً ما يحتار الأطباء أنفسهم في موت أو انتكاس مريض (يفترض) به التحسن.. فهناك مثلاً من يموت خلال عملية جراحية بسيطة ثم يتضح أنه كان مقتنعاً بوفاته خلالها. كما اتضح أن النساء اللاتي يؤمن بأنهن سيمتن بسبب مرض القلب يمتن بنسبة أربعة أضعاف من يعتقدن أنهن سيتغلبن على المرض. ويطلق الباحثون على المتمارضين (نوسيبو) وهي تركيبة لاتينية تعني «سوف أمرض».. وهي كلمة معاكسة لبلاسيبو الأقدم استعمالاً وتعني «سوف أشفى».. فالبلاسيبو خدعة حميدة قد يلجأ إليها الطبيب حين لا يجد سبباً واضحاً للأعراض المرضية.. فحين لا يجد مثلاً سبباً واضحاً للصداع الدائم يصف للمريض دواء (خاصاً جداً) و(فعالاً جداً) وغير موجود في الأسواق.. وحين يتناول المريض هذا الدواء يشعر فعلاً بتحسن مفاجئ رغم أنه ليس أكثر من حبوب سكر ملونة!! أما المريض بالوهم (النوسيبو) فهو بعكس الأول سليم معافى لا يشكو من شيء، ولكنه لسبب غامض يؤمن بأنه مريض وأنه على وشك الموت، وحين يقتنع بهذا الأمر ينحدر جسمه لمستوى المرض الفعلي ويضعف لديه جهاز المناعة فيصبح عرضة لأضعف الجراثيم... ... وبناء عليه: لماذا تنتظر أنت حتى تصاب - لا قدر الله - بمرض عضال كي تبدأ حياة متفائلة وهادئة وخالية من التوتر.. تعلم من الآن العيش بتفاؤل وإيجابية كطريقة وقائية ضد الأمراض ذاتها.. تذكر دائماً قدرتك على تعلم الإيجابية والتفاؤل وجلب الخير لنفسك بمجرد تحركك بهذا الاتجاه - بدليل الحديث النبوي الشريف (إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه) حسنه الألباني.. Your browser does not support the video tag.