تأثر القطريون بالجاليات المحركة للقرار السياسي للدوحة بعمق وانعكس هذا على سلوكهم فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وعلى الرغم من العلاقات الخليجية - الأميركية التاريخية والقوية، وامتلاك قطر قاعدة أميركية مهمة، ونجاح الدول الخليجية في تحقيق نتائج استراتيجية مهمة مع أميركا لصالحهم مثلما حدث في حرب الخليج، خرجت قطر خلال العقد الأخير من دائرة حلفاء الولاياتالمتحدة الموثوقين، مع بدء مقاطعة قطر وعزلتها جاء المحركون للسياسة القطرية بأفكار سطحية أملاً في انتشال الدوحة من المقاطعة تنم عن جهل في السياسة الأميركية، حيث وضع القطريون كل أموالهم وثقلهم السياسي في واشنطن في سلة واحدة وهي "سلة اليهود" وخاصة المقربين من اللوبي المؤيد لإسرائيل "ايباك"، لتنقلب هذه السياسة عليهم سلباً حيث كتبت أكبر صحف اليهود في أميركا "جيروساليم بوست"، "استراتيجية قطر مع يهود أميركا تأتي بعكس النتائج التي أرادتها قطر". وركزت الصحيفة على فشل القطريين دبلوماسياً مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فشلاً ذريعاً فقبل ستة أشهر جاء الأمير تميم إلى واشنطن فارداً عضلاته مغرياً الجميع في واشنطن بأمواله الكثيرة، جلس مع الرئيس ترمب وبدا الوضع وكأن الصلح سيكون قريباً وأن الدوحة على طريق نصر دبلوماسي، بعد جلسة ترمب - تميم تبين أن الزيارة لن تأتي بثمارها والأهم أن جهد العلاقات العامة والأموال التي صرفت لم تقنع أحداً في واشنطن. قطر أرادت أن تظهر أمام الأميركيين كدولة ناجحة وحليفة لأميركا، وقعت ضحية ظلم جيرانها، حيث صرفت الدوحة لأجل هذا الهدف ملايين الدولارات في واشنطن لمواجهة جيرانها وأذيتهم بكل الوسائل الممكنة. وتشير الصحيفة إلى أن اللقاء الذي جمع القيادة القطرية مع وزير الخارجية الأسبق ريكس تيليرسون كاد أن يضع الدوحة على طريق تحقيق أهدافها، ليتغير كل شيء بسرعة وتنقلب الطاولة على قطر حتى أن تيلرسون المتفائل الوحيد بتغير قطر بات خارج المشهد، أما أول من قلب الطاولة على الدوحة فكانوا اليهود الأميركيين الذين استقطبتهم قطر واكتشفوا لاحقاً أنها لا تملك أي نيات لتغيير سلوكها. في يناير، ذهب الان ديرشويتز إلى الدوحة وهو مفكر يهودي أميركي مؤثر في واشنطن، كتب بعد عودته مقالاً في صحيفة "ذا هيل" يؤيد قطر ويزعم أنه شهد خروج قيادات حماس من الدوحة، الان ديرشويتز ، كان أول من أدار ظهره للدوحة وتراجع عن كلامه. ديرشويتز كان واحداً من يهود أميركيين حاولت استقطابهم قطر منذ بدء المقاطعة، من هؤلاء نيك موزين الذي عمل سابقاً مع السيناتور والمرشح الرئاسي تيد كروز، موزين بعد تجربته مع قطر لمدة أشهر، كتب في صفحة الشركة التي عملت لصالح قطر، "حاولنا العمل مع قطر لتعزيز الحوار السلمي في الشرق الأوسط، لكن من الآن قطر لا تمثلنا ولا نمثلها" كما تزامنت مقاطعة نيك موزين لقطر مع ابتعاد المنظمة اليهودية الأميركية عن الدوحة ومقاطعتها. وكتب مورت كلاين رئيس المنظمة اليهودية الأميركية "سافرت لقطر لأحدث شيئاً من التغيير لكن قطر لا تنوي القيام بالأشياء بالشكل الصحيح"، وكانت شركة مايك موزين قبل أن تلغي عقدها مع قطر مسؤولة عن الترويج لكأس العالم في الدوحة ثم طلب منها القطريون بعد المقاطعة أن تتدخل وتضع القيادة القطرية على تواصل مع القيادات المؤيدة لإسرائيل في أميركا، وبحسب الجيروساليم بوست فإن أساليب قطر للتقرب من اليهود شملت تقديم منح بقيمة 1.45 مليون دولار لمنظمات يهودية بحسب وثيقة مسجلة في وزارة العدل الأميركية" كما جاء في تقرير الصحيفة أن قطر حاولت التأثير من خلال اليهود الذين وظفتهم في أميركا لتغيير وجهات نظر عدد من الصحف الأميركية تجاه الدول الأربع المقاطعة لقطر، المهمة الأخرى التي باءت بالفشل، وأخيراً تقول الصحيفة أنه بالنسبة للمجتمع اليهودي في أميركا فإن هذه قضية فساد كبرى وضخمة ومحاولة لاستغلال جماعة دينية وكأن المواقف اليهودية "للبيع" في المزاد العلني، وتشير الصحيفة إلى أن الخبراء الذين ذهبوا لقطر كانوا يحملون نيات حسنة وخدعوا من نظام استخدم جماعة دينية لمسائل دنيئة، مؤكدة أنه لا احترام لقطر بعد الآن وتصرفها يعد أمراً مشيناً ومعادياً للسامية. Your browser does not support the video tag.