قال خبراء في مراكز بحثية في واشنطن ل"الرياض": أن قطر وسعت مؤخراً جهودها في مجال العلاقات العامة بهدف تحسين صورتها في الولاياتالمتحدة وتحديداً في أوساط المجتمع اليهودي حيث قال أحدهم: "هناك صورة مغلوطة ومبالغ بها في بعض الأحيان عند العرب عن قدرات اليهود داخل الولاياتالمتحدة ويبدو أن قطر تصدّق نظرية المؤامرة هذه ما يدفعها إلى هدر الكثير من الأموال للتقرب من خبراء ومنظمات يهودية نافذة وبطبيعة الحال الجانب اليهودي سعيد بهذه الدعاية"، وعلى الرغم من محاولات قطر إقناع اليهود في أميركا بابتعادها عن منظمات غير مرغوب بها كحماس إلا أن نشطاء يهود أميركيين تناقلوا مقالاً في صحيفة هآرتس يتحدث عن التقارب القطري - اليهودي وعلّقوا أنهم لا يثقون بقطر منهم ديفيد شانزر وامير تيبون. كما كشفت صحيفة هارتس الأسبوع الماضي عن زيارة خاصة بدعوة من أمير قطر قام بها المحامي الأميركي - اليهودي "آلان دريشويتز" حيث كتب مقالاً مطوّلاً عقب عودته من قطر على موقع هيل يمتدح فيه الدوحة ويهاجم دول المقاطعة داعياً إدارة ترمب والكونغرس إلى إعادة النظر في هذه القضية. ويعرف "دريشويتز" بموالاته الكاملة لإسرائيل حيث نُشر له مقال معروف باسم "طرق الرد على الإرهاب الفلسطيني" كما كان "دريشويتز" من أول المرحبين بقرار ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل معلّقاً على قناة فوكس نيوز بأن الرئيس ترمب فعل الشيء الصحيح بعدم إلقائه أي بال للإرهابيين العرب الذين هددوا بالعنف إذا نقلت أميركا السفارة إلى القدس. ويعرف عن "دريشويتز" علاقته الوثيقة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وله عدة كتب منها (ماذا تعني لي إسرائيل) ومعظمها تصب في الدفاع عن الوجود الإسرائيلي وبناء المستوطنات وتسوّغ البقاء الإسرائيلي حتى في الضفة الغربية. كما زار جون باتشيلور وهو إعلامي أميركي موالٍ لاسرائيل الدوحة الأسبوع الماضي مع العلم أنه حصل في العام 2012 على جائزة (أفضل مدافع عن إسرائيل)! كما عينت قطر مايك موزين مستشاراً للعلاقات العامة وكان موزين في فريق السيناتور الجمهوري تيد كروز وهو أيضاً من أكثر السياسيين الأميركيين قرباً من اللوبي الموالي لإسرائيل ويعمل موزين وهو يهودي أرثوذكسي مع قطر عبر شركة ستونينغتون ستراتيجيس حيث بدأ يستخدم علاقاته داخل الحزب الجمهوري والطائفة اليهودية لإيجاد ذرائع لقطر في واشنطن ونيويورك - في الوقت الذي تواجه فيه الإمارة أزمة حادة اقتصادية ودبلوماسية ويعمل موزين في الشركة مقابل 50 ألف دولار شهرياً المبلغ الذي جعل أوساط المحافظين يجدون لموزين سبباً وجيهاً لخطوته الغريبة بالعمل مع قطر بعد أن كان مديره "عضو الكونغرس تيد كروز" قد دعا لاعتبار جماعة الإخوان المسلمين التي تدعمها الدوحة منظمة إرهابية. وقالت صحيفة هارتس: إن أكثر مَن نفع قطر كان "دريشويتز" الذي يعرف بموالاته الشديدة لإسرائيل حيث كتب مقالاً إيجابياً عن قطر في حال عودته منها وقال "دريشويتز" لصحيفة هارتس: إنه خرج من قطر بفكرة أفضل عن البلاد كما صرح أنه طلب من أمير قطر وكبار المسؤولين القطريين المساعدة في إطلاق سراح مواطنين إسرائيليين محتجزين حالياً في غزة، فضلاً عن عودة جثتي جنديين إسرائيليين قتلا هما أورون شاؤول وهدر غولدين، خلال حرب غزة عام 2014. وقال :"لقد قالوا لي: إنهم يحاولون"، مضيفاً بأنه لن يقدم المزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع الحساس. وعرضت واشنطن على عدد كبير من خبراء مراكز الأبحاث والمسؤولين السابقين المقربين من إسرائيل في واشنطن العمل معها إلا أن عدداً كبيراً منهم يرفض وضع الثقة في قطر وأموالها حيث دار جدال على تويتر بين جوناثان شانزر والآن "دريشويتز" حول مقال "دريشويتز" الإيجابي عن قطر بعد أن أرفق شانزر مقالاً يتحدث فيه عن دعم قطر للإرهاب داعياً "دريشويتز" لقرائته فكان رد الأخير أنه مستعد لسماع حقائق لا نتائج جاهزة. كما أخبر رئيس المنظمة الصهيونية في أميركا "مورتين كلاين" هارتس أن موزين تواصل معه للحديث عن السياسات القطرية إلا أنه رفض الاجتماع مع قيادات قطرية لأنه على يقين بأن قطر تموّل إرهابيين يهدفون لقتل اليهود والمسيحيين الأميركيين وحتى المسلمين والعرب. مضيفاً أنه يتعين على قطر التوقف عن بث الخطاب التحريضي عبر قناة الجزيرة إذا كانت متحرقة للفوز بثقة الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وعلى الرغم من الأموال الطائلة التي تصرفها قطر على حملات العلاقات العامة والتي تفاجئ المجتمع السياسي في واشنطن إلا أنها لا تزال تواجه انتقادات كبيرة في الكونغرس. ففي أكتوبر الماضي، نشر عضوان جمهوريان في الكونغرس مقالاً بعنوان "الأمر متروك للكونغرس لمساءلة دولة قطر". حيث كتب دان دونوفان وبريان فيتزباتريك - وهما عضوان في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب للشرق الأوسط وشمال إفريقيا- قطر تلعب مع جميع الأطراف، حيث إنها البلد الذي كان مقراً للقيادة المركزية الأميركية خلال غزو العراق ولا تزال تستضيف قاعدة جوية أميركية وعلى جدول أعمالها عقد اجتماعات لحماس المناهضة لإسرائيل، كما توفر ملاذاً للقادة الإرهابيين الذين هربوا من أفغانستان واليمن وغيرها كما تقدم من حين لآخر فديات وهدايا لمختلف الجماعات الإرهابية والمتطرفة في أنحاء الشرق الأوسط". وعلّق خبير أميركي ل"الرياض" عن محاولات قطر لجذب اليهود في واشنطن قائلاً: "سحر مال الإمارة الصغيرة قد يغري كثر في واشنطن وغيرها إلا أن سحر المال لن يدفع الروح والعقل والتصميم ليكونوا مع قضية قطر ولا يجب أن تتوقع الدوحة من موظفيها اليهود الذين تدفع لهم رواتب طائلة أنهم سيعملون لأجل قضيتها كما يعملون بشغف للموضوع الإسرائيلي الذي لا يتقاضون للعمل عليه أكثر من بضعة آلاف قليلة من الدولارات في أحسن الأحوال فهم لا يرون هذه الإمارة إلا جهة مخدوعة بقدراتهم التي تظن أنها غير عادية أما ضمناً فحتماً لا يؤمن هؤلاء بما يقولوه ويفعلوه لأجل قطر لذلك فإن النتائج ستكون عادية جداً ولن تحصل قطر على النفوذ الذي تحلم به في واشنطن أبداً". «آلان دريشويتز» متحدثاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو Your browser does not support the video tag.