عد القهقرى، عد لسالف الأعياد، أزل غبار الزمن عن صفحات أحداث الماضي، دع خيالك يسرح عبر الذكريات، أطلق له العنان، وابدأ من مراحل الطفولة، تذكر ماذا يعني لك ثوب العيد؟، وماذا تعني لك الهدايا اليسيرة؟، تذكر شوقك وانتظارك ليوم العيد. تحاول حساب الأيام رغم أنك لم تكن تُحسن الحساب، تسأل عن موعد العيد مئة مرة، وكل همك ومدى معرفتك أن يومه قريب، بغض النظر عن الزمن الذي يفصلك عنه، حتى إذا قيل إنه غداً، طرت فرحاً، وابتهجت أيما ابتهاج، فقد قرب المنتظر، وغداً لناظره قريب، قد لا تنام من شدة الفرح، وقد يغالبك النوم فتنام، لكن في كلتا الحالتين تصحو باكراً؛ لتلبس الجديد، وتذهب لصلاة العيد، كأنك تملك كل شيء في هذا الكون، ثم تعود لأسرتك؛ لتكمل سلسلة البهجة والسرور، بين الهدايا، واللعب، وزيارات الأقارب والأحباب. تمر الأعوام، وتتواتر الأعياد، وشيئاً فشيئاً، تشعر أن الفرحة الغامرة التي تلازم أيام الأعياد، أخذت تنحسر؛ ليحل محلها جانب من هموم الدنيا ومنغصاتها، لقد بدأت تستوعب الحياة بشكل أكبر مما كان، وصارت أحداث الزمن تؤثر فيك، وتضع على كاهليك حملها الثقيل، حتى يكون همك هو إسعاد غيرك، من إخوتك الصغار أو أطفالك الذين شرعوا في مسيرة الحياة، أما أنت فربما العيد بات يذكرك بمن غابوا عن ناظريك، ورحلوا قبل رحيلك؛ هكذا أزاحت مشكلات الدنيا فرحتك، إلا أنك تجاري الواقع، لئلا تعكر صفو الفرحين، تشارك الصغار بهجتهم علك تقتبس من شعورهم شيئاً. على أي حال هي مراحل العمر المختلفة، لكل مرحلة حال وشعور لا يشابه ما بعده، وحتماً، سنين الطفولة يتخللها أجمل إحساس، فهي أيام استكشاف، واستمتاع بكل مناسبة سعيدة، فتفكير الصغير محدود لا يتجاوز اللحظة التي يعيشها، وكلما كبر المرء يزداد شوقه لأن يعيش ولو يوماً واحداً، بنفس إحساس وبهجة طفل في يوم عيده؛ لأجل هذا أسعدوا أطفالكم في مناسباتهم الجميلة، دعوهم يعيشون لحظات الفرح دون منغصات، وفروا لهم ما يتمنونه قدر المستطاع، فسوف يذكرون ذلك مستقبلاً، ولن ينسوا من كان له الفضل في سعادتهم، وكما يعلم الجميع مرحلة الطفولة تنعكس على ما بعدها من مراحل، سواء من الناحية النفسية أو العملية.. وكل عام وأنتم بخير. Your browser does not support the video tag.