أفردت وسائل الإعلام الإماراتية المختلفة مساحات واسعة لتناول زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى مدينة جدة بالمملكة ولقائه بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وما نتج عن اللقاء من الإعلان «استراتيجية العزم»، وانعكاساتها الإيجابية على البلدين الشقيقين، وتأثيرها الإيجابي على أمن واستقرار المنطقة. فقد أكدت نشرة «أخبار الساعة» التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن «استراتيجية العزم» التي تم إعلانها خلال انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي تجسد الشراكة الراسخة بين البلدين وطموحهما المشترك نحو الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وأوضحت النشرة أن أهمية هذه الاستراتيجية ليس في كونها تعبر عن رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وسياسياً وتنموياً وبشرياً ومعرفياً وعسكرياً فقط، وإنما لأنها تتضمن آليات وإطاراً زمنياً محدداً لتنفيذها كذلك، ما يعني أنها ستشكل نقلة نوعية في مسار العلاقات بين الدولتين خلال الفترة المقبلة. وأضافت النشرة أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقدم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، ليس لأنها تتطور باستمرار في المجالات كافة فقط، وإنما لأنها تمثل إضافةً إلى العمل الخليجي والعربي المشترك، وأكدت أن ذلك يتضح بجلاء بالنظر إلى أهداف «استراتيجية العزم» التي تسعى إلى تنفيذ مجموعة من المشروعات المشتركة والتي تضم استراتيجيةً موحدةً للأمن الغذائي، وخطةً موحدةً للمخزون الطبي، ومنظومة أمن إمدادات مشتركة، واستثماراً مشتركاً في مجال النفط والغاز والبتروكيميائيات، وغيرها الكثير من المشروعات في العديد من المجالات بهدف بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين، يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويسهم في الوقت نفسه في حماية المكتسبات والمصالح وخلق فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين. وأشارت النشرة إلى أن العلاقات الإماراتية - السعودية شهدت نقلةً نوعيةً خلال السنوات الأخيرة ترجمت في تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي المشترك في المجالات كافة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، وجاء إنشاء المجلس التنسيقي الإماراتي - السعودي الذي أعلن في مايو 2016 ليضيف لبنةً قويةً إلى هذه العلاقات، خاصةً أن هذا المجلس يستهدف بالأساس توطيد العلاقات الثنائية عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات كثيرة. وقالت النشرة: «ليس أدل على أهمية هذا المجلس من أن اجتماعه الأول شهد توقيع 20 مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل السعودي - الإماراتي في مختلف المجالات، وإطلاق حزمةٍ من المشروعات الاستراتيجية، وإعلان هيكل المجلس لمتابعة تنفيذ المشروعات ضمن منظومة الأداء المحددة وخلال المدة التي وضعها قادة البلدين». وذكرت النشرة أن تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة قد عبرت عن رؤية الإمارات الطموحة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، وأهمية هذه العلاقات بالنسبة إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعمل العربي المشترك بوجهٍ عام، حيث أكد في هذا السياق نقاطاً جوهريةً عدّة تعكس تميز هذه العلاقات، أولها «أن الإمارات والمملكة تجمعهما علاقات استراتيجية تستند إلى أسسٍ راسخةٍ من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتكاملة، مما يؤكد تجذر هذه العلاقات وارتكازها على موروث من التفاهم والتوافق المشترك حول مجمل القضايا، مما يضمن لهذه العلاقات أن تتطور باستمرار في المجالات المختلفة». وأشارت النشرة إلى أن النقطة الثانية تتمثل في أن تطوير العلاقات الاستثنائية بين البلدين دعم لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وهذه حقيقةٌ ثابتةٌ أكدتها خبرة السنوات الماضية، فالعلاقات الإماراتية - السعودية كانت ولا تزال عاملاً رئيساً في الحفاظ على المكتسبات التنموية، وضمان الأمن الخليجي في مواجهة التحديات والمخاطر المختلفة. وأضافت النشرة أن العلاقات القوية بين الدولتين من شأنها تعزيز الفرص نحو إيجاد نموذج تكاملٍ عربي استثنائي، خاصةً أنهما تملكان المقومات لذلك، فمن ناحية تشكلان أكبر اقتصادين عربيين، ومن ناحية أخرى تعد المملكة والإمارات القوتين الأحدث تسليحاً، كما أن هناك توافقاً في رؤى الدولتين حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية، ولهذا فإنهما قادرتان على استعادة التوازن إلى المنطقة والتصدي بحسم لأي مخططات أو تدخلات خارجية تنال من أمن الدول العربية واستقرارها. واختتمت النشرة أن الشراكة الإماراتية - السعودية التي تزداد رسوخاً يوماً بعد الآخر تمثل مصدر ثقة وطمأنينة للشعوب الخليجية والعربية مجتمعةً، كون الدولتين في كل مواقفهما وسياساتهما تعملان من أجل تعزيز أسس الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في الدول الخليجية والعربية. Your browser does not support the video tag.