رغم اندثار الكثير من العادات، والتقاليد التي كانت تميّز عروس البحر الأحمر (جدة)، إلا أنها مازالت متمسكة بالكثير من إرثها التاريخي الخاص بها، خصوصاً فيما يتعلق ب»فرحة العيد»، حيث تعود معه الذكريات الجميلة لسكان تلك المدينة الساحلية، وزوارها. توارثت الأجيال فرحة «العيد» في مدينة جدة ليتحنضنها المكان متوشحة بالكثير من التقاليد التي اعتاد عليها الأطفال قبل الكبار، لترسم لوحة جمالية يحتفل فيها الآباء مع أبنائهم في ليالي العيد التي تمتزج ب»الألعاب» الشعبية، والفلكلورات التي تصدح في أروقة الكثير من الأحياء والمواقع القديمة. لم تكتف تلك المدينة الساحلية بالتمسك بإرثها التاريخي لفرحة العيد، وما يميزه من فعاليات متعددة، بل جعل الكثير من المواطنين يرتبطون بتلك الثقافة المتبعة في فرحة العيد بعد أن كان «المكان» هو الذي يربطهم في جدة قبل أن تتطور تلك العلاقة لتجتمع عادات، وتقاليد مختلفة لقضاء أيام عيد الفطر. في كل عام تشهد مدينة جدة الكثير من الفعاليات لعيد الفطر، وتركز غالبيتها على مواقع معينة مثل المنطقة التاريخية (البلد)، ومنطقة الكورنيش، إذ لاتزال المنطقة التاريخية محتفظة بالكثير من تقاليد العيد، والتي تبدأ قبل إعلان العيد بيوم، حيث تستعد بالألعاب الشعبية القديمة التي مارسها الآباء والأجداد، وأصبحت تشغل حيزاً مهماً في الجوانب الترفيهية خلال العيد لتتجدد ذكرياتهم للعودة إليها مع أجواء العيد، ولياليه المبهجة. يتحدث عدد من سكان مدينة جدة عن أجواء عيد الفطر، وما تحمله من معانٍ كثيرة لهم، مشيرين إلى أنها أصبحت ثقافة جذبت سكان المناطق، والقرى المجاورة لمدينة جدة، بسبب تنوع الفعاليات، وتاريخها الذي يعود إلى مئات السنين. يقول يحي الزهراني، أنه ورغم ارتباطه بمدينة جدة منذ سنوات بسبب ظروف عمله، إلا أنه كان يحرص على الذهاب إلى قريته في أيام العيد، لكنه، وبعد مرور عشرات السنين لم تعد لديه الرغبة في مغادرة جدة خلال أيام العيد كونه أصبح مرتبطاً بعادتها، وما تختزله من تقاليد جميلة، ومتنوعة. ويضيف محمد الجهني، أنه ارتبط كثيراً ب»فرحة العيد» في مدينة جدة، وما تشهده من الألعاب الشعبية التي أصبحت تشكّل صوراً بانورامية تختزل عدداً من العادات، والتقاليد المحلية في حقب زمنية مختلفة تعكس الطبيعة، والأجواء الاجتماعية التي عملت، وساعدت على انتقال العادات، والتقاليد بصورة طبيعية، وتلقائية من جيل إلى آخر لتشمل أجيال أخرى من خارج مدينة جدة. ويبقى ل»أيام العيد» في حواري مدينة جدة طابع خاص يحتوى على مكونات ثقافية، وشعبية غنية بالكثير من المعاني، والصور، والمدلولات الإنسانية والاجتماعية التي جذبت الزوار إليها، وأصبحت تحتوي على الكثير من الثقافات. وفي جانب يحكي تاريخ فرحة العيد بمدينة جدة، لايزال أطفالها متمسكين ببعض العادات القديمة التي توارثتها الأجيال عبر عشرات السنين، إذ تشاهد الأطفال في يوم العيد يرتدون ملابسهم التقليدية التي كانت سائدة في المنطقة أثناء فعاليات الفلكلورات الشعبية التي كان الأهالي يستأنسون بها خلال العيد، وسط عبارات احتفالية بالعيد، إضافة إلى لعبة المزمار الشعبية التي تجذب زوار مدينة جدة، وهي من أكثر الألعاب الشعبية التي يحتفي بها أهالي جدة في عيد الفطر، والتي شهدت تفاعلاً كبيراً من الزوار. فرق شعبية تؤدي ألواناً عدة من الموروث الشعبي ركوب الخيل ضمن فعاليات العيد بالكورنيش Your browser does not support the video tag.