بنجاح عملية (النصر الذهبي) وهو الاسم الذي أطلق على عملية تحرير الحديدة تكون اليد الإيرانية التي حملت الشر لليمن على مدى سنوات قد بُترت بالكامل، وبنهاية هذه العملية يكون الشعب اليمني قد استعاد أهم موانئ بلاده على البحر الأحمر، ليستقبل المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية التي تحمل إليه الأمل بعد أن كان محطة حوثية تستقبل الصواريخ الباليستية والأسلحة القادمة من إيران لتقتل اليمنيين وتهدد سلامة جيرانهم. الأحداث المتسارعة خلال الأيام الماضية كانت تشير إلى اقتراب الجيش الوطني اليمني بمساندة تحالف دعم الشرعية من تحرير الميناء الاستراتيجي بعد أن استنفدت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيات الانقلابية منه، وبعد أن اكتفى المجتمع الدولي بطرح المبادرة تلو الأخرى دون ممارسة أي ضغوط على العصابة الحوثية. معركة تحرير كامل التراب الوطني اليمني مستمرة حتى تطهير البلاد من جماعة الحوثي، ويبدو أننا نعيش فصلها الأخير خاصة وأنه تم قطع الطريق أمام عمليات تهريب الأسلحة والذخائر الإيرانية بحراً بعد أن حققت القوات الشرعية مدعومة بالتحالف العربي تقدماً برياً أدى إلى قطع خطوط الإمدادات بين الميليشيات الانقلابية، وهو ما يفسر حالة الارتباك التي تعيشها القيادات الحوثية وحالة الفوضى بين مقاتليها التي أدت إلى خسائر ميدانية فادحة. الحديدة.. قصة تلخص معاناة الشعب اليمني وحكومته الشرعية مع الصلف والتعنت الحوثي، فمنذ بدء عملية عاصفة الحزم دعت الشرعية اليمنية الانقلابيين إلى تسليم المدينة ومينائها وإلى الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 المتضمن اتخاذ تدابير لمنع القيام بشكل مباشر أو غير مباشر بتوريد أو بيع أو نقل أسلحة للانقلابيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وآمن دون عوائق. وعندما وجدت الأممالمتحدة أن لا استجابة من الحوثي قدمت مبادرة تقضي بأن تتولى المنظمة الدولية السيطرة على الحديدة لضمان دخول المساعدات الإنسانية وهو الطرح الذي قبلت به الشرعية والتحالف العربي الذي يدعمها، في حين عطل الحوثي المدعوم من إيران هذه المبادرة، ووقف موقفاً متعنتاً منها رغم الجهود التي بذلها المبعوث الأممي الأسبق إسماعيل ولد الشيخ والمرونة التي أبدتها الحكومة الشرعية في هذا الشأن. تعنت الحوثي ومكابرته في الحديدة كان الهدف منه واضحاً وهو استغلال الميناء لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية القادمة من إيران، إضافة إلى توفير المال لإطالة أمد المعركة من خلال تعطيل السفن للحصول على أموال وفرض الضرائب عليها. تعنت الحوثي ومكابرته في الحديدة وغيرها من مدن ومحافظات صورة مصغرة لمشهد مأساوي عاشه اليمن على مدى سنوات نتيجة رغبة إيرانية في الهيمنة على الدول والسيطرة على مقدرات ومستقبل شعوبها. Your browser does not support the video tag.