4 - هل كانت الصحوة بلا مبرر مشروع؟ من الواضح أن فريق عمل مسلسل العاصوف قدم فرصة ذهبية لمؤيدي الصحوة كي يطعنوا في فكرة المسلسل ويضعفوها فيقللوا من أهمية مسلسلهم وتأثيره لكن لم أجد -على حد اطلاعي- أن أحداً انتهز تلك الفرصة ولا أعرف السبب. فكرة المسلسل تبدو لي -كناقد- ضد الصحوة إذ تعتبرها كما يبدو عاصوفاً (حاس) المجتمع بلا مبرر مشروع ومع هذا فقد كانت طلائع مشاهد المسلسل في حلقته الأولى على نحو معاكس لفكرته إذ بدأ بمشهد تلك اللقيطة التي وجدها مؤذن المسجد عند الباب ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تواصلت المشاهد اللافتة التي قدمت المبرر المشروع للصحوة وأتاحت لمؤيديها الفرصة الذهبية كي يقوضوا فكرة المسلسل فيقولوا لفريق العمل إن ماقدمتموه من مشاهد دالة على وجود الانحرافات في سلوكيات المجتمع يؤكد مسيس الحاجة للصحوة وإنها جاءت لتصحيح المعوج في السلوك، وهي إذن ليست عاصوفاً بل نسائم عليلة تشفي المجتمع من تلك الأمراض التي أكدتم وجودها فيه بما جئتم به في مسلسلكم. لكنني لم أطلع على أي ردود على المسلسل على هذا النحو بل على نحو معاكس أياً كان ما اطلعت عليه انتقاداً للمسلسل بحجة أنه شوه صورة المجتمع ونسب إليه ما ليس فيه أي أن المنتقدين ينفون وجود تلك النقائص في المجتمع أو أنها كانت نادرة لا تؤثر في المشهد ويؤكدون أن مجتمعنا كان نقياً محافظاً أبعد من أن يكون على تلك الصورة التي تفهم مما ورد في المسلسل. حسنا أشكر الإخوة الكرام الذين نزهوا مجتمعنا على ذلك النحو وبرؤوه من تلك النقائص التي وردت في المسلسل، ولكن ليسمحوا لي بالتساؤل عن مبرر الصحوة، إذن ما دام مجتمعنا كان بتلك الصورة البيضاء النقية؟ فريق العمل يقدمون دون دراية الدليل على وجود المبرر المشروع للصحوة وأنتم تقدمون الدليل على عدم صحة هذا.. حسناً.. كما ترون.. ولكن ألا يعني هذا أن الصحوة كانت بلا مبرر مشروع؟ Your browser does not support the video tag.