حين قرأت عن مسلسل العاصوف منذ أكثر من عام وتوقعت -فهما من العنوان وبعض ما كتب- أن المقصود فترتا الصحوة والطفرة، استنتجت أن هدف المسلسل إيضاح ما فعلته الصحوة والطفرة بالمجتمع، وحينئذ أعجبني العنوان ليس لاتفاقي مع الفكرة وإنما لأني -كناقد- وجدت أن الكاتب قد وفق في اختيار عنوان قوي مختصر يحمل فكرة معبرة بقوة ووضوح عن رأيه ومقاصده. العاصوف مفرد عواصف وهي الرياح الشديدة التي تحمل معها الرمل والغبار، وكنا في منطقة الرياض نستخدم مصطلح العاصوف للريح السريعة القوية المفاجئة التي تهب فجأة وبقوة وتمر بسرعة فتؤثر على ما تمر به، ونطلق المصطلح بشكل أخص على تلك الريح التي تلتف بسرعة حول نفسها وهي تسير كأنها عمود ضخم يمر مسرعاً بالتفاف شديد حاملاً معه التراب وكل ما خفّ وزنه، وقد يمضي به أو يقذفه ويختفي تاركاً الأثر على المكان، أي أن المؤلف يقصد كما يبدو أن الصحوة عصفت بالمجتمع ف (حاسته). هذا العنوان كأي عنوان قوي مثله شديد الإيحاء بالفكرة لا بد أن يكون جاذباً للمشاهد وفي الوقت نفسه مستفزاً للناقد المعارض للفكرة على وجه الخصوص ودافعاً له للرد وهو أيضاً كعنوان قوي شديد الإيحاء لا بد أن يعطي المشاهد تصوراً عما سيراه في المسلسل أو على الأقل يرسم له الخطوط العريضة للأحداث التي سيشاهدها بل وقد يعطيه تصوراً عن مستوى قوة المعالجة. إذاً فالعنوان كما أرى جذب المشاهد والناقد منذ البداية، لكن موقف المشاهد وكذلك الناقد يعتمد من حيث استمرارية المشاهدة وموقف النقد وحالته قوة وضعفاً على محتوى المسلسل، خاصة حلقاته الأولى فما الذي حصل بعد بداية المسلسل..؟ ما تأثير عبقرية العنوان على المشاهد والناقد بعد مشاهدة الحلقات الأولى، وما تأثير محتوى تلك الحلقات على موقف الرافضين للفكرة منذ البداية؟. سأوضح رأيي حول كل هذا في التغريدة التالية، وأبين رأيي في مشهد اللقيطة والمشاهد الساخنة الأخرى التي فاجأ بها فريق العمل مشاهدي المسلسل في مطلع الحلقة الأولى، والغرض منها، ومدى نجاح توظيفها وتأثيرها على مشاهديه ونقاده. Your browser does not support the video tag.