المسلسل حظي وما زال يحظى بانتشار بين المشاهدين والنقاد وأظن أن من أبرز العوامل التي حققت له هذا تلك العواصف التي واجهته منذ الحلقة الأولى فهو مثل «طاش» و»سيلفي» كان مهاجموه هم أكثر من ساعد على انتشاره. أما العوامل التي أثارت العواصف في وجهه فمن أهمها ما أوحى به العنوان من أن المسلسل سيكون نقداً للصحوة، ولهذا تواصل الهجوم عليه منذ الحلقة الأولى، وكان لمشهد اللقيط والمشاهد الأخرى المماثلة أيضاً دور ملحوظ في استمرار الهجوم، خاصة من الداعين لعدم نشر غسيلنا غير النظيف في الدراما، ومن أسباب الانتشار أيضاً أنه يذكر جيل الآباء بماضيهم ويقدم للشباب صوراً من حياة آبائهم وأجدادهم، ولذا تكاثرت النقاشات في وسائل التواصل عن التفاصيل الصغيرة، وأخيراً فإن البعض شاهد المسلسل بالعيون التي يشاهد بها الدراما العالمية والعربية المميزة، وكانوا يريدون منه أن يكون بمستوى تلك الأعمال، متجاهلين أن الدراما عندنا ما زالت تحبو بإمكاناتها ومستواها وأن الأعمال التي أعجبتهم تركض من زمن بعيد. أكثر ما لفت انتباهي القول إن أحداث المسلسل لا تمثل المجتمع، وهذا لافت إذ لو استثنينا مشهد اللقيط والمشاهد الأخرى القليلة المماثلة، فإن المسلسل بصرف النظر عن التفاصيل الصغيرة وبعض الهفوات والأمور الخارجة عن الاستطاعة يعبر بمشاهده وأحداثه عن مجتمع الرياض، وقد بذل فريق العمل كما يبدو جهداً ملحوظاً كي تكون المشاهد مقاربة للواقع بما في ذلك الحارة والمساكن والطرقات والملابس ووسائل المواصلات وهو جهد يشكرون عليه. أما مشهد اللقيط والمشاهد الأخرى المماثلة فصحيح أنها ليست سلوكاً معتاداً أو حتى ملاحظاً في المجتمع آنذاك، لكنها موجودة بتلك الندرة الموجودة غالباً في كل المدن المحافظة مثل الرياض، ولو رجع الإخوة المنكرون والمستنكرون للروايات الأدبية التي سجلت بعض أحوال المجتمع آنذاك لوجدوها، كما أن دور الرعاية لا أقول قبل الصحوة بل وبعدها قد تفصل في ذلك، والدراما غالباً تعالج حالات الشذوذ ولا أقصد العاصوف، وإنما أقول هذا لأوضح أن توظيف المشاهد السلبية الشاذة النادرة ومعالجتها من واجبات الدراما. هذا لا يعني أني أرى سلامة توظيف تلك المشاهد، لكن لفتت نظري بعض الآراء التي كنت أظن أنها ستكون مختلفة، وسيكون هذا موضوع تغريدتي المقبلة. Your browser does not support the video tag.