في ظل ازدياد مصادر المعلومات وسهولة الوصول لها أصبح من الواجب تسليح الأجيال وتمكينهم من الوصول للمعلومة الصحيحة وطرق التأكد من صحة المعلومة خصوصاً في ما يتعلق بالصحة وكيفية العيش بنمط حياة صحي. الثقافة الصحية والوعي الصحي في اعتقادي هي أُولى مراحل المحافظة على صحة الفرد والمجتمع وللأسف فإن مناهج التعليم العام تفتقر لهذا الجانب المهم في رفع الوعي الصحي لجيل المستقبل في عصر الانفتاح أو الانفلات المعلوماتي الكبير. فوجود مادة في مناهج التعليم العام تُعنى بتعليم أبنائنا وبناتنا أساسيات المحافظة على الصحة وسبل الوقاية من الأمراض المختلفة بحسب مرحلتهم العمرية سيساهم بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة الوعي الصحي والذي سيسهم بدوره في تمكين الفرد من مجابهة الأخطار الصحية وتقليل أثرها على الصحة إضافة إلى مساهمته في تقليل الأعباء المترتبة على مقدِّمي الرعاية الصحية نتيجة انتشار الأمراض التي يمكن من خلال زيادة الوعي الصحي الوقاية منها، جهود وزارة التعليم واضحة وبرامجها الصحية التوعوية لزيادة الوعي الصحي للطلاب خطوة مهمة تحتاج تدعيمها بحيث تصبح متجذرة في مناهجهم الدراسية. الوقاية خير من العلاج مبدأ لا يكفي أن نعمل على ترسيخه بطريقة واحدة عبر حملات توعوية متقطعة ولكن يجب علينا أن نستخدم طرقاً أخرى لتفعيل هذا المبدأ الذي سيوفر بيئة صحية مناسبة تبدأ من المدرسة وتنتقل إلى البيت لتنتشر وتصبح ثقافة مجتمع. فتعليم فلذات أكبادنا سبل الوقاية السليمة من الأمراض وتمكينهم من الوصول للمعلومة الموثوقة ودحض المعلومات المغلوطة سينشئ جيلًا واعيًا قادرًا أن يترجم وعيه إلى ثقافة يعمل بها لتصبح طريقة حياة صحية يعيشها. أخيراً.. «الصحة تبدأ بالوعي لتصبح طريقة حياة نعيشها!» * أستاذ طب المجتمع المساعد بجامعة الباحة Your browser does not support the video tag.