منتخب البرازيل، هو متصدر المجموعة الخامسة في نهائيات كأس العالم 2018، وهو الممثل الوحيد لأكبر دول قارة أميركا الجنوبية، ويعود أصل تسمية هذه الدولة بالبرازيل، إلى شجرة باو برازيل، وهي أحد أنواع أشجار الخشب التي تنمو وتتكاثر في هذه الدولة، ويميل لونها إلى الأحمر ويتم تصديره إلى الدول الأوروبية لتصنيع الدهان، وعرفت هذه الدولة بهذه التسمية في عهد الإمبراطورية البرتغالية، وفي عهد حكومة الجيش تم تسميتها بشكل رسمي جمهورية البرازيل الاتحادية، ليبقى هو مسماها حتى عصرنا الحاضر. حياة البرازيليين كرة القدم في البرازيل، هي أكثر من كونها لعبة تنتهي مع صافرة النهاية، وإنما هي جزء من حياة البرازيليين وركن أساس في معيشتهم، وهو ما يتلخص فيما وصفه الكاتب البريطاني أليكس بيلوس في كتابه (كرة القدم.. حياة على الطريقة البرازيلية) والذي قال فيه:" أفضل طريقة لتسلق السلم الاجتماعي في البرازيل، هو إما أن تبني كنيسة، أو أن تؤسس نادياً لكرة قدم"، وهذا واقع المعيشة في البرازيل والتي باتت تمثل كرة القدم لشعبها جزءاً من حياتهم، ففي كل شارع من شوارع مدن البرازيل، تشاهد كرة القدم تتدحرج بين أقدام الشبان، ولا تنحصر مزاولة هذه الساحرة الصغيرة على فئة دون أخرى، فهي متاحة أمام الجميع باختلاف مستوياتهم المعيشية. بداية اللعبة على الرغم من شغف البرازيليين بكرة القدم، إلا أن فكرة تأسيسها وإنشائها لم يكن من ولادة شعبها، وإنما هي فكرة بريطانية تم نشرها فوق الأراضي البرازيلية، فقد عمد عدد من المغتربين البريطانيين الذين يعملون في بناء السكك الحديدية، إلى نشر ثقافة هذه اللعبة بين الشعب البرازيلي، ومن ضمن أبرز الذين ساهموا في تأسيس هذه اللعبة هو توماس دونوهو أسكتلندي الجنسية وأحد المهاجرين الذين عبروا المحيط الأطلسي إلى الأراضي البرازيلية، وذلك للعمل في مصنع نسيج داخل مدينة ريو جانيرو، فقد لعب دوراً كبيراً في نشر اللعبة فوق حواري البرازيل، وجعلها جزءاً من حياة الشعب البرازيلي لم يكن لهم الانفصال عنها على الإطلاق. المباراة الأولى لعبت المباراة الأولى بتنظيم بريطاني على يد الأسكتلندي توماس دونوهو، والذي نظم مباراة خماسية وقام باستيراد الأحذية وكرة القدم من أسكتلندا، حيث لم تكن اللعبة ذات شهرة واسعة في البرازيل، حتى يصبح تأمين أحذيتها وملابسها أمراً سهلاً، ولعبت المباراة الأولى على نحو غير رسمي، وبعدها بأشهر لعبت المباراة الثانية في كرة القدم البرازيلية، والتي نظمها تشارلز وليام ميلر المولود لأم برازيلية من أصول إنجليزية، ويعتبر ميلر والد كرة القدم البرازيلية، حيث كانت له مساهمات فاعلة في بدايات اللعبة، فقد انتقل في شبابه إلى بريطانيا والتحق بمدرسة ساوثهامبتون لتعلم كرة القدم ورياضة الكريكت، وبمجرد أن عاد إلى وطنه الأصل البرازيل ابتدأ في نشر ثقافة اللعبة ومحاولة تأسيس لبناتها الأولى. أول الأندية بمجرد أن عاد ميلر إلى البرازيل، وقد أتقن تعلم أسرار كرة القدم، ابتدأ في عملية تأسيس أول الأندية البرازيلية، وهو نادي ساو باولو الرياضي والذي كان قد تأسس قبل مقدم ميلر إلى البرازيل، لكنه كان خاصاً برياضة الكريكت وذلك من العام 1888م، وبعد أن قدم ميلر أدخل عليه لعبة كرة القدم، وقام بتأسيس فريق خاص بهذه اللعبة، وجلب معه كتباً من بريطانيا لتعليم وشرح قواعد وقوانين لعبة كرة القدم، والتحق ميلر في فريقه الكروي الجديد كلاعب، واستطاع أن يقود النادي إلى تحقيق الكثير من البطولات التي أقيمت في ذلك الوقت، وقد تميز ميلر بمهارات مميزة جعلته يتميز عن الآخرين ويظهر بشكل منفرد عنهم، ومن الصعوبة بمكان أن يتم حصر تاريخ أندية البرازيل من حيث الأقدم تأسيساً، فكرة القدم البرازيلية غنية بالكثير من الأندية المنتشرة في جميع مدن وولايات البرازيل، لكن يمكن الإشارة إلى أوائل الأندية الشهيرة تأسيساً، ومن ضمنها فريق كورينثيانز والذي تأسس في العام 1910م، وقبله بعامين تأسس فريق أتلتيكو مينيرو وتحديداً في العام 1908م، وبعد عام من تأسيسه أبصر فريق إنترناسيونال النور، وتأسس فريق سانتوس العريق في العام 1912م، وجاء تأسيس فريق بالميراس بألوانه الخضراء في العام 1914م. اتحاد كرة قدم لمواكبة سرعة عملية تطوير وبناء كرة القدم، اتجه البرازيليون إلى إنشاء اتحاد كرة قدم، يهتم ويعتني بتطوير ورعاية هذه اللعبة التي باتت تستحوذ على الكثير من اهتمامات الشعب البرازيلي، ففي العام 1914م ولد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، واتخذ له مقراً في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وفي العام 1923م، انتسب إلى مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا"، وقبل ذلك التحق بعضوية اتحاد أميركا الجنوبية عند العام 1916م، وبفضل تأسيس اتحاد لكرة القدم تأسس منتخب البرازيل الأول، ففي العام الأول لاتحاد الكرة لعب منتخب البرازيل أولى مبارياته الودية بعد أن شكل منتخباً مزج فيه لاعبي ناديي ريو دي جانيرو، وساو باولو، ليخوض مباراة ودية أمام فريق إكستر سيتي فوق إستاد فلومينيسي وانتهت المباراة بفوز البرازيل 2 / 0. بطل لأول مرة في نهائيات كأس العالم النسخة الأولى في العام 1930م، جاء منتخب البرازيل من أوائل المنتخبات المشاركة في هذه النسخة، لكن مشاركته اقتصرت على الوجود في دور المجموعات، وتعتبر البرازيل من أكثر المنتخبات مشاركة في كؤوس العالم، فقد سجلت لنفسها وجوداً 20 مرة، وفي نهائيات مونديال روسيا الصيف المقبل، سيكون حضورها ال21 مرة في النهائيات، وانتظرت البرازيل حتى نهائيات كأس العالم 1958م والتي أقيمت فوق ملاعب السويد، حتى توجت نفسها بأول ألقاب كأس العالم، وذلك بعد أن اكتسحت المنتخب المستضيف السويد 5 / 2، وكان هذا هو أول مونديال كروي يشهد حضور ووجود الجوهرة السمراء بيليه، وفي نهائيات كأس العالم للعام 1962م استطاع منتخب البرازيل أن يتوج نفسه بلقب المونديال، ففي البطولة التي لعبت في تشيلي جاءت المباراة النهائية بين منتخبي البرازيل وجمهورية تشيكوسلوفاكيا، وحسم نجوم البرازيل اللقب لمصلحتهم بعد الفوز 3 / 1. بطل مستمر لم يكتف منتخب البرازيل في تتويجه بلقب كأس العالم مرتين، ففي نهائيات كأس العالم 1970م في المكسيك، كان المنتخب البرازيلي أحد أبرز المرشحين لتحقيق اللقب، لاسيما وأنه من أكثر المنتخبات تتويجاً بلقب المونديال، وجاءت المباراة النهائية بين منتخبي البرازيلوإيطاليا، ونجح الفتى الأسمر بيليه ورفاقه من إلحاق هزيمة قاسية بالمنتخب الإيطالي قوامها 4 / 1، وتوج نفسه بطل كأس العالم للمرة الثالثة، وبهذا الفوز احتفظت كرة القدم البرازيلية بنسخة كأس العالم والمسماة على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً جول ريميه، وأصبح بهذا هو أول منتخب يحتفظ بنسخة من كأس العالم بعد تتويجه ثلاث مرات. بطل بعد الغياب كان آخر تتويج لمنتخب البرازيل بلقب البطولة في العام 1970، وانتهت معه أفراح البرازيليين في كؤوس العالم، وباتت مشاركة المنتخب المسمى بالسامبا نسبة إلى رقصة السامبا الشهيرة في البرازيل، مجرد منافسة على الوصول إلى المباراة النهائية، وفي نهائيات كأس العالم 1994م والتي أقيمت في الولاياتالمتحدة الأميركية، استطاعت البرازيل أن تتأهل من دور المجموعات بصدارة مجموعتها، وأقصت المنتخب المستضيف من دور ال16، وانتصرت بشق الأنفس على منتخب هولندا 3 / 2 في ربع النهائي، وفي نصف النهائي انتصرت 1 / 0 على منتخب السويد لتتأهل إلى المباراة النهائية، والتي جمعتها بمنتخب إيطاليا، وبعد أن انتهت الأشواط الأصلية والإضافية سلبية، احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح، والتي من خلالها توج منتخب البرازيل نفسه بطلاً لكأس العالم للمرة الأولى منذ العام 1970م . لقب أخير خاض منتخب البرازيل نهائيات كأس العالم 2002، والتي أقيمت مشاركة بين دولتي اليابان وكوريا الجنوبية، وبرصيده 4 بطولات عالمية سابقة، ورغم أن البرازيل عانت في التصفيات التمهيدية للوصول إلى النهائيات، إلا أنها ظهرت بوجه آخر في البطولة، فقد تأهلت بصدارة مجموعتها دون أي خسارة، وأمام منتخب بلجيكا لعبت مباراة دور ال16 وتجاوزته 2 / 0، وأمام منتخب إنجلترا كان موعد مباراة ربع النهائي، ونجح البرازيليون في إقصاء إنجلترا بعد التفوق عليها 2 / 1، وفي نصف نهائي البطولة التقى المنتخب البرازيلي بنظيره التركي وانتصر عليه بفوز صعب 1 / 0 حمل توقيع الهداف البرازيلي رونالدو، وخاض المنتخب البرازيلي المباراة النهائية أمام منتخب ألمانيا وبفضل هدفي رونالدو، توجت البرازيل نفسها بطلاً لكأس العالم للمرة الخامسة، وبذلك أصبح هو المنتخب الأكثر تتويجاً بلقب كأس العالم. خيبة أمل في نهائيات كأس العالم التي استضافتها البرازيل صيف 2014، كانت أحلام الكثير من الشعب البرازيلي كبيرة في أن يحقق منتخبهم اللقب ويبقي كأس العالم في البرازيل، وفوق ملعب مينيرو في مدينة بيلو البرازيلية، كان أمام منتخب السامبا، الخطوة الأخيرة للوصول إلى النهائي، وجميع الأحلام التي نام عليها شعب البرازيل، تحولت إلى كوابيس داخل الملعب، في كل مرة ينطلق لاعب ألماني ليحتفل بهدف جديد في شباك البرازيل، استطاع الألمان أن يكرروا احتفاليتهم أمام البرازيل سبع مرات، في المباراة التي انتهت 7 / 1 لمنتخب البرازيل، لم يكن يتوقعها أشد المتشائمين والمحبطين البرازيليين، لتودع البرازيل البطولة بخيبة أمل وفضيحة كروية، من حيث خسارتها بهذا الكم من الأهداف فوق ملاعبها وبين جماهيرها. غياب عن بطولة كوبا على الرغم من السجل المميز الذي يمتلكه منتخب البرازيل في كؤوس العالم، وبالإضافة لكثرة مشاركاتها في بطولة كوبا أميركا منذ إنشاء البطولة، إلا أنه لم يحقق اللقب عدا ثماني مرات فقط، وذلك بعد أن شارك في 35 نسخة، ولاشك أن هذا الرقم يعتبر متواضعاً، إذا ما نظرنا لقوة البرازيل على المستوى الدولي، وقدرتها على تحقيق الكثير من البطولات، واستفتح منتخب البرازيل ألقاب بطولة أميركا الجنوبية في النسخة التي لعبت في العام 1919م، وكانت آخر ألقابه في هذه البطولة في العام 2007، فيما قدم مشاركات متواضعة في النسخ الثلاث الأخيرة، احتل خلالهن مراكز متراجعة ولم يقدم أداءً فنياً كبيراً. بطل قاري بفضل تتويجه المتكرر بلقب كأس العالم وبطولة كوبا أميركا، سجل منتخب البرازيل لنفسه حضوراً متكرراً في كأس القارات، فقد لعب سبع مرات في بطولة كأس القارات، ابتداءً من نسخة العام 1997م والتي حقق من خلالها لقب البطولة، وفي نسخة البطولة للعام 1999م احتلت البرازيل وصافة الترتيب، ورغم أنها قدمت مشاركة متواضعة في نسختي 2001م و 2003م إلا أن منتخب البرازيل فرض سيطرته على ثلاث نسخ لكأس القارات، وهي في الأعوام 2005 و2009 و2013 حيث توج نفسه بطلاً لها. ترقب في روسيا تحت قيادة المدير الفني للبرازيل ليوناردو باتشي الشهير ب"تيتي"، يخوض منتخب البرازيل مونديال روسيا متسلحاً بالعديد من الأسماء المميزة، ويأتي في مقدمة هذه الأسماء البرازيلي نيمار، ولاعب وسط برشلونة فيليب كوتينهو، وهداف مانشسترسيتي غابرييل خسيوس، وعدد كبير من نجوم الكرة البرازيلية المنتشرين في الأندية الأوروبية، وقدمت البرازيل أداءً مميزاً طوال مشوارها في التصفيات التمهيدية لقارة أميركا الجنوبية، واستطاعت أن تحتل صدارة الترتيب، وهو ما يعني أنها قد دخلت ضمن المنتخبات المرشحة لتحقيق لقب المونديال الروسي، على الرغم من أن المنتخب سيفتقد لخدمات الظهير الأيمن الخبير داني ألفيس، وتحاصر الشكوك قدرة البرازيلي نيمار على تقديم أفضل أداء في البطولة، باعتبار غيابه عن الملاعب لفترة طويلة على إثر إجرائه لعملية جراحية في قدمه، وهي ما تفتح باب إثارة الشكوك حول قدرة البرازيل على الذهاب بعيداً في البطولة. نيمار أبرز أوراق البرازيل الهجومية تيتي انتشل البرازيل من خيبة المونديال الأخير Your browser does not support the video tag.