أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكةالمكرمة: إن هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك يحمل في طياته معنى الجود والإنفاق والشفقة وهو شهر النفوس السخية والأكف الندية، شهر يشرئب فيه المنكوبون إلى آيادي ذوي اليسار والجدا، فليكن للمرء في ذلكم سهم راجح ولا يترددن لحظة واحدة في كبكبة دموع المعوزين واليتامى والأرامل من أهل بلدة ومجتمعه ولا يشح عن سد مسغبتهم وتجفيف فاقتهم. وحذر من البخل والإقتار فإنهما معرة مكشوفة السوءة وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بربه منهما وهو من كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، حتى يكون كالريح المرسلة وهذا التحضيض غير قاصر على ذوي المسكنة فحسب، بل إنه ليرتد آماله وبشارته إلى الباذلين أنفسهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلاّ وسبغت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع». وبيّن أن ذا الجود والسخاء إذا همه بالصدقة انشرح لها صدره وطابت بها نفسه وتاقت إلى المثوبة فتوسعت في الإنفاق، ولا يضيره الحديد بل هو يتسع معه حيث ما اتسع، بيد أن البخيل القتور إذا حدث نفسه بالصدقة جبن عنها وضاق صدره وانقبضت يداه وأحس كأنما ينفق من عمره وفؤاده حتى يعيش في أنانية ضيقة لا يرى فيها إلاّ نفسه، غير مكترث لذوي الحاجة والفاقة، وإن هذا وأمثاله قد وضعوا الإسر والأغلال في أيديهم وجعلوها مغلولة إلى أعناقهم. وأشار إلى أنه لا شيء أشد على الشيطان وأبطل لكيده وأدحر لوسواسه من صدقة طيبة يعلن فيها انتصاره على هواه وعلى الشيطان في تخويفه وما يعد به العباد من الفقر، وما يعدهم الشيطان إلاّ غرورا، الشيطان يعدكم بالفقر والفحشاء والله يعدكم مغفرة وفضلاً والله واسع عليم، فذلك وعد الشيطان وذلكم وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد. Your browser does not support the video tag.