وصل مشلولاً فاقداً للقدرة على الحركة الى السفارة اليمنية في الرياض في صفقة بين الانقلابيين والجيش اليمني للإفراج عنه الشهر الماضي من سجون الحوثيين، أكثر من ثلاث سنوات قضاها جمال المعمري في سجون الميليشيا الحوثية الانقلابية بصنعاء ذاق خلالها صنوفاً من التعذيب انتهت بتحويله إلى كتلة لحم فاقد القدرة على الحركة. وروى المعمري تفاصيلا مرعبة في مؤتمر صحفي عقدته وزارة حقوق الإنسان اليمني بالتعاون مع وزارة الإعلام اليمنية في السفارة اليمنية، وكشف المعمري أنه يملك ملفات تشهد على وحشية الحوثيين وتدينهم وأنه حصل عليها خلال فرار الحوثيين من السجن المعتقل به. وقال إنه قضى أكثر من ثلاث سنوات في سجون الحوثيين بصنعاء ذاق خلالها صنوفاً من التعذيب جعلته غير قادر على تدبر شؤونه. وأشار إلى ما تعرض له من تعذيب بعد اختطافه على مدى ثمانية أيام متتالية، دخل خلالها في حالات إغماء "نتيجة الضرب على مؤخرة الرأس وعلى العمود الفقري، وبعدها استمر الضرب بأسلاك الكهرباء وإحراق لبعض الأعضاء من جسمه". كما احرقوا قدمه اليسرى حتى تناثر لحمها، وثقب فخذه ثقبين ب "دريل"، والتعذيب بربط قدميه للخلف، ووضعه بوضعية تشبه الحلزون، بعدها يبدأ الركل والضرب، وأكد أنه اصيب بشلل نصفي خلال ساعات التعذيب الثمانية الأولى. وتابع "كنت أعيش إلى ما قبل 5 أشهر حالات غيبوبة بشكل يومي تستمر ل5 أو 6 ساعات، نتيجة للتعذيب. وأوضح المعمري الحوثيون طالبونا بالظهور إعلامياً للاعتراف بجرائم لم نرتكبها أن هذه الوحشية في التعذيب تستخدم مع الجميع، لافتا إلى وجود عناصر إيرانية مع الميليشيا الحوثية توجه وتعذب في نفس الوقت، وكشف عن أسماء اثنين من الضباط الإيرانيين اللذين قاما بتعذيبه وعن التهم التي وجهت إليه، وصفها بأنها فوضوية ومتخبطة بينها اتهامه بأنه على علاقة في الإبلاغ عن السفينتين الإيرانيتين التي ضبطتهما السلطات اليمنية قبل الانقلاب وتحملان أسلحة مهربة للحوثيين. وأضاف المعمري إن تعذيبه استمر 13 يوماً إلى أن جاءت عاصفة الحزم، حيث تركه الحوثيين مقيداً وهربوا، وهو لا يدري ما يحدث، حتى أخبره محقق حوثي في اليوم التالي أن "أميركا وإسرائيل يقصفون اليمن"، وذكر أنهم بعدها "تركوني في غرفة بالبدروم، لا تصلها الشمس.. ثم جاؤوا بمضاد الطيران ليضرب من جوار النافذة"، وقال "أصواتها لا تتوقف كانت أياماً أسوأ من أيام التعذيب". وأشار العمري إلى أن الحوثيين استخدموا المساجين دروعا بشرية بنقلهم إلى سجن للأمن القومي وبجواره مبان لتدريب ميليشياتهم وكتائبهم، لافتا إلى أن طيران التحالف، قام بضرب المباني المحيط كلها إلا السجن". وأضاف "قام الحوثيون بتلغيم السجن وحاولوا تفجيره ليتهموا الطيران، لكن شخصاً من محافظة ذمار كان يعمل محامياً، وكان معنا بالسجن، لغموا السجن ليتهموا الطيران.. والأذان والصلاة ممنوعة وكان بعض السجناء قد كسروا باب المخزن فوجدوا هناك في المخزن هاتفاً أرضياً واتصلوا بأصدقاء لهم، والآخرين اتصلوا بمنظمات من بينها الصليب الأحمر وقنوات فضائية، الأمر الذي منع الحوثيين من تفجير السجن. لكنهم استهدفونا بطريقة أخرى". وتابع "قاموا بنزع الألغام وأمروا كل الناس بالخروج للصالة، وأغلقوا الأبواب، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في مكان لا نافذة فيه، عانينا الاختناق كثيرا، وفي ضحايا كثر سقطوا". وأكد وقوع حالات إغماء كثيرة وحالات وفاة، حيث أنهم بعد ذلك أمروا من لم يغمى عليه من المختطفين بنزع الملابس والجلوس في الصالة، وقام المسلحون بإطلاق النار في داخل السجن من جميع الاتجاهات، وقتل كثير من المعتقلين. وكشف المعمري أن هناك 26 امرأة يمنية معتقلة في السجن المجاور لسجنهم ويتعرضون لأشد أنواع التعذيب والمهانة، وكشف في نفس الوقت عن اعتقال 13 ضابط عسكري يمني. وقال إن الحوثيين كانوا يطلبون منا الظهور على قنواتهم الإعلامية بالاعتراف بجرائم لم نرتكبها وعندما رفضت رجعوا لتعذيبي بشكل أسوء من قبل. ووصف جمال العمري أن الميليشيا الحوثية لا تمت لليمن بصلة وان أصولهم ترجع إلى إيران وهم يسعون إلى تطهير عرقي في اليمن عن طريق ترهيب المجتمع اليمني وهم يدينون بالولاء لولاية الفقية وقد كانوا يمنعون الأذان بالسجن أو الصلاة. وزارة حقوق الإنسان اليمنية تقيم مؤتمراً صحفياً للمخطوف المعمري ثلاث سنوات من التعذيب عاشها المعمري في سجون الانقلابيين Your browser does not support the video tag.