تتكشف كل يوم دلائل إضافية عن جرائم الحرب الوحشية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الإيرانية وأساليب تعذيب شنيعة بحق المختطفين اليمنيين في سجونها وقيام عناصر تابعة لها بلباس هيئة العاملين في منظمة الصليب الأحمر الدولية واستخدام شارات وعلامات وسيارات المنظمة لنقل المختطفين والمخفيين قسراً من سجن إلى آخر على نحو مخالف لميثاق المنظمة الدولية، فضلاً عن شهادات لمختطفين محررين تثبت قيام الميليشيا الإيرانية بتلغيم مقرات السجون وإطلاق الرصاص الحي بكثافة على المختطفين داخل السجن وتصفية العشرات منهم لتتهم طيران التحالف العربي. وقبل أيام أفرجت ميليشيات الحوثي الإيرانية عن المختطف اليمني المحرر جمال المعمري بعد أن اختطفته في أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء قبل أكثر من ثلاثة أعوام وقد أصبح مشلولاً فاقداً للقدرة على الحركة، جراء تعرضه لشتى صنوف التعذيب، وأدلى بتصريحات لموقع المصدر أون لاين اليمني، كشف خلالها عن تحول سجون الميليشيا الإيرانية إلى مسالخ بشرية تقوم فيها بنهش أجساد المختطفين، كما كشف عن قيام الميليشيا بتفخيخ مقر السجن الذي كان يقبع فيه وباشرت بتصفية عشرات المختطفين بالرصاص الحي في حفلات قتل جماعية داخل السجون لتتهم طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. وقال المختطف المفُرج عنه جمال المعمري: "تم نقلي إلى مقر سجن جديد وكنا أكثر من 100 مختطف بداخله، واستخدمتنا ميليشيا الحوثي كدروع بشرية، وكانت تجند وتدرب كتائب في مبان بالجوار ولم يستهدف طيران التحالف العربي معسكر التدريب إلا بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر، فقام بضرب مباني الميليشيا كلها إلا السجن لم يستهدفه التحالف، فقام الحوثيون بتلغيم السجن وحاولوا تفجيره ليتهموا الطيران، لكن شخصاً من محافظة ذمار كان يعمل محامياً، وكان معنا بالسجن، وكان بعض السجناء قد كسروا باب المخزن فوجدوا هناك هاتفاً واتصلوا بأصدقاء لهم، والأخيرين اتصلوا بمنظمات من بينها الصليب الأحمر وقنوات فضائية، الأمر الذي منع الحوثيين من تفجير السجن". ويضيف، لكن ميليشيا الحوثي استهدفتنا بطريقة أخرى، وقامت بنزع الألغام وأمرت كل الناس بالخروج للصالة، وأغلقت الأبواب، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في مكان لا نافذة فيه، عانينا الاختناق كثيراً، وسقط كثير من الضحايا، وحالات إغماء كثيرة وحالات وفاة بين المختطفين. وتابع المعمري، بعد ذلك قام الحوثيون وأمروا من لم يغمَ عليهم من المختطفين بنزع الملابس والجلوس في الصالة، وباشروا بإطلاق النار إلى داخل السجن من جميع الاتجاهات، وضربونا بأكثر من 20 ألف طلقة رصاص، وقتل أناس كثير بمن فيهم فارس مناع شيخ من صعدة يدعى الحسوي. وما إن قامت ميليشيا الحوثي الإيرانية بارتكاب هذه المجزرة بحق المختطفين داخل السجن، يقول أحد الناجين منها والمختطف المفرج عنه بصفقة تبادل جمال المعمري: "جاء إلينا الحوثيون وقاموا بإخراجنا من السجن على أساس أنهم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونقلونا إلى مبنى الأمن السياسي في صنعاء، وعندما وصلنا هناك استقبلونا بالركل والإهانات بمجرد دخولنا المبنى، وشاهدت بعيني مختطفاً جريحاً اسمه سالم، وكان مصاباً بطلق ناري في فخذيه، ويصيح من الألم، وطلب من الحوثيين معالجة الجرح، فقاموا بضربه في مكان الإصابة بالعصي، ورأيت الدماء تطير منه". وقضى المعمري في سجون ميليشيا الحوثي الإيرانية بصنعاء أكثر من ثلاث سنوات، تعرض فيها للتعذيب بوحشية، وبمجرد إدخاله السجن، باشرته عناصر الميليشيا بالضرب بأعقاب البنادق، ما أسفر عن إصابته بجروح خطرة بفقرات العنق، وقاموا بإحراق أجزاء من جسده بالنار، كما استخدموا حفاراً لثقب فخذيه كما روى في قصته لموقع "المصدر أون لاين". وأما التُهم التي وجهت إليه وعلى إثرها قامت الميليشيا الإيرانية باختطافه وتعذيبه إلى أن أصيب بشلل كامل، فقال المعمري: "هي تهم تنوعت، ومنها أني ناشط وأدير مواقع إخبارية وأجريت لقاءات تلفزيونية تحدثت فيها عن الانقلاب وجرائم الميليشيا وكتبت عنها في مدونتي على الإنترنت". Your browser does not support the video tag.