لقد استخدمت الدولة الإرهابية الإيرانية نفوذها في عدم استقرار الشرق الأوسط، فاعتمدوا التدليس والتزوير والكذب والخيانة والإنكار والإساءة والتطاول والوقاحة. فهل يعقل أن أي دولة تقوم على هذه الأسس يمكن أن يصدقها أحد، ومازال الإرهاب بأشكاله المختلفة داخل دول عديدة مرآة لجانب من انحطاط السياسة الإيرانية التي تقوم على حلم السيادة، وذلك بزعزعة استقرار الدول بالشرق الأوسط. إننا حين نتمعن جيداً في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات على الدولة الإيرانية، سندرك جيداً أن العالم تفهم أن مع امتلاك إيران السلاح النووي لم ولن يكون هناك سلام يجلب الهدوء للشرق الأوسط بل ستزاد الأمور تعقيداً، فلم تُظهر يوماً الدولة الإيرانية حسن النوايا بإفشاء السلام، بل كانت على النقيض تماماً الداعم الأول للمنظمات الإرهابية، وسبباً في سفك الدماء علاوة على أنها الداعم للحوثيين بالدولة اليمنية. إن جمهورية إيران عازمة على أن تصبح قوة نووية، فهي تتحدى التزاماتها الدولية، وتقاوم الضغوط الدبلوماسية لمنعها من تخصيب اليورانيوم، وترفض تقديم تفسير شامل لأنشطتها النووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بجانب انتهاكها لعدد من قرارات مجلس الأمن التي تطالب بتعليق تخصيب اليورانيوم. إن دخول جمهورية إيران العالم النووي وامتلاكها ذلك السلاح الخطير، سيزيد جرأة طهران وتبجحها في القيام بمحاولات لتقويض جيرانها وتشجيع الإرهاب أكثر مما هي عليه الآن من تمويله سواء بالمال أو بالسلاح، إلى جانب تصاعد احتمالية اندلاع حرب تقليدية أو نووية في الشرق الأوسط، كما أن امتلاك إيران للأسلحة النووية قد يسمح لتتطاول حماس، وحزب الله، والجماعات المسلحة الأخرى في الشرق الأوسط أن تصبح أكثر إصراراً على مطالبها، وأكثر جرأة في أعمالها مستندين على إيران الممول الأول لهم. إننا يجب أن نكون أكثر وضوحاً مع أنفسنا، وعلينا أن نتخلى عن الشعارات والحديث الذي لا فائدة منه، ونتدبر ما يدور حولنا، فالدول لا تبنى على كلام وشعارات لا قيمة لها، بل تبنى على فعل حقيقي على أرض الواقع بأفعال أبنائها، فإننا حين نتمعن في محاولة إيران تخصيب اليورانيوم؛ لتصبح دولة جديدة داخل النادي النووي، سندرك جيداً قول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: إنه إذا قامت إيران بتخصيب اليورانيوم، فسوف نمتلك السلاح النووي بأسرع ما يمكن. إن قيادتنا الرشيدة تتفهم جيداً الخطر الإيراني، وما علينا إلا أن نلتف حول قادتنا، فنحن في المملكة العربية السعودية لا نعتدي على أحد، ولكن حين يلزم الأمر سنرد الصاع صاعيين لمن تسول له نفسه المساس بمقدراتنا، ومحاولة زعزعة استقرار المملكة والنيل منها.. فهيهات هيهات، حفظ الله المملكة وشعبها. Your browser does not support the video tag.