لدينا 12 بنكاً مسجلًا بسوق الأسهم السعودي، ومجموع أرباحها للعام 2017م قرابة 45 مليار ريال، تتراوح أرباح هذه البنوك بين 10 مليارات ريال، وقرابة مليار ريال لأقل هذه البنوك ربحية، ومجموع أرباح هذه البنوك لآخر أربع سنوات قرابة 172 ملياراً. من هنا تأتي هذه التساؤلات: هل هذه الأرقام عالية أم متوسطة أم قليلة؟! ولماذا لا يوجد لدينا بنك خاسر؟! فإذا قارنّا بين بنوكنا وبنوك دول الخليج العربي، نجد أرباح بنوك سلطنة عمان قرابة 3.5 مليارات ريال، وأرباح بنوك دولة البحرين قرابة 11 مليار ريال، وأرباح بنوك دولة الكويت قرابة 11 مليار ريال، وأرباح بنوك قطر قرابة 21.5 مليار ريال، وأرباح بنوك دولة الإمارات العربية المتحدة قرابة 39.5 مليار ريال. ومن حيث المقارنة الرقمية المجردة، نجد البنوك السعودية في المقدمة، ومن بعدها دولة الإمارات، لكن عند النظر للأرقام مع الأخذ بالاعتبار: حجم الاقتصاد، والمساحة، والسكان، نجد البنوك السعودية في المرتبة قبل الأخيرة أي قبل سلطنة عمان. ومن ثمَّ نتساءل هل السبب يتعلق بالكفاءة، أم الفاعلية، أم عدم استغلال كافة الفرص، أم لقلة عدد البنوك، أم لمحدودية المصادر؟، وهل أنظمة مؤسسة النقد متحفظة أم أن هناك أسبابًا أخرى؟، وهل موسم الحج والعمرة أضاف فائدة لهذه البنوك، أم أنهم لم يحسنوا الاستفادة منهما؟ وهل البنوك الخليجية لو أعطيت المجال بالسعودية منذ زمن سوف تصل للأرقام نفسها أو لأرقام أفضل؟! ومن ناحية أخرى إذا نظرنا لهذه الأرقام مجردةً، حُق لنا أن نتساءل ما دور 172 مليار ريال لآخر أربع سنوات للوطن والمجتمع؟ أو ما دور 45 مليار ريال للسنة الماضية؟ وما التقارير التي تقدمها البنوك للوطن والمجتمع وفقًا للبيانات والإحصاءات التي لديهم؟، وهل هناك تكامل معرفي بينهم؛ لربط البيانات والمعلومات للوصول لمخرجات ذات قيمة للوطن كما فعلوا متكتلين بتكوين سمة؟ وماذا قدمت البنوك في المجال التعليمي، أو الصحي، أو الوطني بالحد الجنوبي، وغيرها؟، وهل هناك تنافسية بين هذه البنوك لخدمة الوطن؟، وما دور البنوك في دعم الجمعيات الخيرية؟، وهل لدى البنوك دور في معالجة بعض القضايا الوطنية، مثل: الإسكان أو التحويلات للخارج، وغيرها؟ وهل هذه البنوك جزء من هذه المشكلات؟ وما دورها في مؤشر السايبر والذي يتم معالجته لمصلحة البنوك عبر فرض حل واحد على العميل بشكل مجموعة حلول؟ وما أدوارهم في الأسهم، والتأجير المنتهي بالتمليك؟، وهل تم تقليص شركات الوساطة المالية بسبب البنوك؟ وما الحوافز والجوائز التي تعطى للعميل مقابل الكم الهائل من العملاء والأرباح؟ وما دور البنوك في تكوين الثقافة المالية للعميل من جانب استهلاكي أو ادخاري؟ وهل نحتاج لجمعيات توعوية مستقلة لقطاع البنوك؛ للمطالبة بدور أفضل للقطاع بالتكامل مع مؤسسة النقد؟. إن المأمول من بنوكنا أن تقدم للوطن والمجتمع كما يقدم لها الوطن وأبناؤه، وأعتقد أنه ستصل بنوكنا لهذه المرحلة بعد تكوين جهة لخدمة المواطنين تقيم البنوك، كما تفعل سمة في خدمة البنوك. ونأمل من مؤسسة النقد تبني هذه الفكرة كما تبنت سمة في العام 1998م (وأسست سمة من عشرة بنوك في العام 2002م)؛ للوصول بالبنوك لأفضل منفعة للوطن عبر خدمة وتقييم المواطن للبنوك. Your browser does not support the video tag.