قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، في هذه الأيام الفضيلة ومع اقتراب شهر الرحمة والمغفرة، شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الأمّة الإسلامية بالخير والسعادة والبركات، لا يخفى على الجميع تزايد الحاجة الملحّة لشراء مستلزمات الشهر الكريم من مواد غذائية وملابس وغيرها من الضروريات التي لا غنى عنها، هذا إضافة إلى زيادة المصروفات لمشتريات عيد الفطر المبارك، فحتى الناس الميسورين قد يمرون بضائقة مالية نتيجة لذلك خصوصاً مع ارتفاع تكاليف الحياة، فكيف هو وضع المحتاجين؟، لذلك حري بنا جميعاً أن نُبادر ونَسعى ونبذل جهدنا لتفقّد مَن حَولنا من أُسر المحتاجين المتعفّفين مِمّن ضاقت بهم سبل الحياة ومِمّن يُعانون شظف العيش وضِيق ذات اليد وقد امتنعوا عن سؤال الناس تعفّفاً وخَجلاً، خصوصاً مِن أرحامنا وأقاربنا عملاً بقوله تعالى { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، فهنا الأجْر يكونُ مضاعفاً - بإذن الله - من رب العالمين أجرُ الصدقة، وأجرُ صلة الرحم، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -: (الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقةٌ وصلة)، وعلينا القيام بواجبنا هذا ليس في شهر رمضان فقط، بل في سائر أيام السنة امثتالاً لأمر الله سبحانه ورسوله، واستمراراً في إحياء شيم الكرام، وسجايانا العربية الجميلة في التكاتف والتلاحم مع المحتاجين من ذوي القربى و(الفزعة) لهم كما هي عادتنا، وعادة آبائنا وأجدادنا في مجتمعنا السعودي منذ مئات السنين، عملٌ بسيط نقوم به ليبارك الله لنا في أموالنا، وينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. Your browser does not support the video tag.