ربما كان الاختلاف نعمة من الله علينا، وبصيرة لا يفقها إلا العقلاء، كما هي عليه درجات التفكير لكل فرد، وسبحان الله لولا الاختلاف في أنماط التفكير وكيفية عمل كل فرد منا وكيف يفكر، وما هو أسلوبه في طرح الآراء لما تطور منا مع تطور تفكيره، فالاختلاف ظاهرة صحية وسنة كونية بين البشر، والأهم هو أن نفرق بين الخلاف والاختلاف في حواراتنا ونقاشاتنا مع الآخرين، وتقبل الرأي والرأي الأخر، لا أن نقصيه ويتحول من الاختلاف إلى الخلاف. من هذا المنطلق تتباين ثقافة الاختلاف في وجهات النظر، تلكم الثقافة والتي تعني باحترام وجهات النظر والرأي، وإن كان الاختيار مخالفاً لآرائنا وأفكار كلاً منا وبالتالي العمل على الاستماع للرأي والرأي الآخر في أجواء من المفترض أن يسودها الاحترام والهدوء وسعة البال والصدر وتقبل الآراء وتحمل شعار "الاختلاف شعار الآراء والأفكار"، وهي في ذات الوقت رحمة للأفراد وأعني بالأفراد هنا هم من اختلفت وجهات نظرهم حيال أمر ما. فليس معنى أن تخالفني الرأي أنك قد أصبحت ضدي، فالهدف من أي حوار جاد وهادئ هو إعطاء الفرصة لكل طرفٍ لتوضيح وجهة نظره، وهذا من شأنه أن يوسع دائرة الاتفاق ويضيق دائرة الاختلاف. كثيراً ما نختلف فقط لأننا لا نعرف ما الشيء الذي اختلفنا فيه بل قد نكون متفقين في حين يصور لنا سوء الفهم عكس ذلك. قد يتبين لنا أنه وأثناء الاختلاف في وجهات النظر وما يسوده أحياناً من زيادة في حجم واتساع دائرته كالذي يسكب الوقود على النار لتزداد معها وتيرة الخلاف وبالتالي يزيد اتساعه. قد يرى الكثير منا أن لكل اجتماع لابد من وجود اختلاف في وجهات النظر حيث تختلف سلوكيات وطبائع الأفراد بعضهم البعض. وقفه: قال الله تعالى: "ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمة واحِدة ولايزالُون مُختلِفِين". Your browser does not support the video tag.