حذر مختصون في سلامة الغذاء من الانسياق وراء الإعلانات التسويقية للمنتجات الغذائية "المخفضة"، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن تلك المنتجات المتداولة "المخفضة" عادة شارفت على الانتهاء أو ذات جودة منخفضة. ووفقاً للمختصين فإن تسعيرة المنتج الغذائي النهائية ليست دليلاً على ارتفاع جودته، مشيرين إلى إمكانية العثور على منتجات عالية الجودة بأسعار منافسة داخل ردهات الأسواق، كما أبرزوا ثلاثة إجراءات احترازية من شأنها موازنة سلة الغذاء لتقليل الهدر الاقتصادي الذي تتكبده الأسر خلال مراحل التسوق. وتأتي هذه التنبيهات لتتواكب مع بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان المبارك، الذي يشهد حركة شرائية نشطة تدفع الأسر إلى شراء المزيد من الاحتياجات في هذا الموسم. وأكد د. سعد بن خلف المطيري المختص في علوم وسلامة الأغذية أن عملية شراء الأغذية تعتبر من المراحل الرئيسة في تداول الغذاء وتحتاج إلى عمليات تنظيم من قبل المستهلك، وذلك للمحافظة على سلامة وجودة الغذاء والحد من الهدر وحفظ الوقت والمال. وأبرز المطيري ثلاث مراحل خلال عملية الشراء تشمل على مجموعة من الإرشادات، من شأنها الحد من الهدر الاقتصادي الذي يتكبده المستهلكون أثناء مراحل التسوق، أولا: قبل الذهاب لمركز التسوق، وفيها يراعى اختيار المركز القريب من مقر السكن الذي يتميز بالترتيب الداخلي، كما ينبغي على المستهلك التخطيط وتحديد قائمة المشتريات بكميات وأعداد تقديرية بناء على الاحتياج اليومي وعدد أفراد الأسرة وكمية المواد المتوفرة (غير المستهلكة) في المنزل والطاقة الاستيعابية لثلاجات التبريد والتجميد ومساحة المخزن في المنزل، مشيراً إلى أهمية اختيار الوقت المناسب للتسوق وتجنب أوقات الازدحام وأن يضع المستهلك اهتمامه كمتسوق لتوفير متطلب للمنزل وليس كمتسوق جائع ينساق وراء شراء كميات كبيرة قد يكون الاحتياج لها غير ضروري أثناء الرحلة التسويقية، موضحا أن تحديد الاحتياج في شراء الأغذية عادة يتم في المنزل وليس في مركز التسوق، وأن على المستهلك تجنب السلوك الشرائي الخاطئ المتمثل في شراء كميات كبيرة من الأغذية ليتم تخزينها لفترة زمنية طويلة. وفي المرحلة الثانية، استعرض المطيري الإرشادات التي يجب مراعاتها في مراكز التسوق وتشمل التأكد من وجود بيانات البطاقة الغذائية على المنتج بشكل واضح وثابت والتأكد من سريان تاريخ الصلاحية، توخي الحذر من الإعلانات التسويقية المجانية أو المخفضة للمنتج الغذائي (عادة قربت صلاحيته على الانتهاء أو ذو جودة منخفضة) والمنتجات ذات الادعاء الطبي التي يروج لها البعض من خلال النشرات أو التقارير المخبرية، عدم وجود أي علامات فساد ظاهرية أو تغير في خواص المادة الغذائية (اللون والطعم والرائحة والقوام) أو وجود صدأ أو انتفاخ أو تسرب في محتويات الأغذية المعلبة أو ظهور روائح تزنخ في بعض المواد الغذائية، تأخير عمليات شراء الأغذية الحساسة (الطازجة أو المصنعة سريعة الفساد والتلف والتي تحتاج إلى تبريد أو تجميد) إلى نهاية الجولة التسويقية، تنظيم المواد والأغذية في عربة التسوق بشكل يضمن عدم تلامسها المباشر بالمواد الكيميائية مثل: مواد التنظيف التي لا شك يجب أن تكون محكمة الغلق. أما المرحلة الثالثة (نهاية مرحلة التسوق)، حيث شدّد المطيري على مراجعة فاتورة الشراء جيداً قبل مغادرة صندوق المحاسبة والتأكد من مطابقتها مع المواد المشتراة، ثم نقل المواد بشكل منظم في المركبة مع الأخذ بالاعتبار تشغيل المكيف في الجزء الخلفي من السيارة عند ارتفاع درجة الحرارة، وعند الوصول إلى المنزل القيام بتخزين المادة الغذائية حسب ظروف التخزين المناسبة لها، مع منح الأولوية في سرعة تخزين الأغذية الحساسة. وفي سياق متصل، شدّدت منى الميموني المختصة في علوم الغذاء والتغذية وعضو الجمعية السعودية للغذاء والتغذية على أهمية وعي المستهلك حول كيفية معرفة وتمييز فساد الأغذية أثناء مرحلة التسوق، مستعرضة في هذا السياق اشتراطات لبعض الأغذية تعتبر أكثر تداولاً في السوق المحلي، والتي من أبرزها التحقق من تاريخ صلاحية الحليب ومنتجاته وهو بحالته المبردة في ثلاجة التبريد، خلو اللحوم الطازجة من روائح وألوان غير مرغوبة، بحيث تتسم بالمرونة والمطاطية واللون الأحمر الزاهي، وتميز السمك الطازج بالعيون اللامعة والقشور المتماسكة، بحيث عند الضغط على السمك بالأصبع يعود إلى وضعه الطبيعي، والخياشيم حمراء أو حمراء وردية ليس بها طبقة لزجة أو روائح كريهة. ونبهت الميموني إلى ضرورة عدم وجود علامات إذابة (تسييح) في المنتجات المجمدة مثل اللحوم والأسماك والدواجن وأن تخلو قشرة البيض من بقع دم أو شروخ أو كسور أو أوساخ، وأن تتميز الخضروات والفواكه باللون الزاهي والقوام المتماسك، وليس بها شقوق أو تمزق أو خدش أو عطب أو إصابة فطرية أو رائحة كريهة أو يوجد بها حشرات، وأكدت على تجنب شراء الخبز المعبأ في الأكياس الذي به عفن حتى لوكان تاريخ الصلاحية جديد وأنه يمكن تمييز هذا العفن بالبقع الخضراء في أجزاء الخبز. ولفتت الميموني إلى أنه ليس بالضرورة أن ارتفاع سعر المنتج الغذائي دليل على ارتفاع جودته، قائلة "بل ممكن للمستهلك العثور على منتج في رفوف مركز التسويق بجودة جيدة وسعر مقبول"، ونبهت المستهلك إلى معاينة الأوزان للأطعمة الطازجة والتأكد من صحة قراءة الميزان ومقارنة السعر مع السعر المعروض في الرفوف. ولتقليل آثار المبيدات في الأغذية شدّدت الميموني على ضرورة الغسل بشكل جيد ثم التجفيف للتخلص من بقايا المبيدات التي قد تكون عالقة بقطرات الماء قبل وضعها بالثلاجة وعدم الاكتفاء بغمرها بالماء المضاف له الملح أو الخل لعدم جدوى هذه الطريقة بالتخلص من بعض أنواع المبيدات، كذلك يفضل عملية التقشير لضمان التخلص من المبيدات التي قد تكون موجودة على سطح النبات قبل الاستهلاك المباشر وممكن استعمال المنتجات الخاصة بغسل الورقيات والتي تتوفر في مراكز التسوق. ارتفاع سعر المنتج الغذائي ليس دليلاً على ارتفاع جودته Your browser does not support the video tag.