تدين حليمة بولند للمذيع محمد الصيرفي ولبرنامج "صادوه" بالكثير الكثير، فبفضله حققت نجوميتها الأولى واستمرت في الصعود إلى أعلى سلّم الشهرة دون أن تمتلك موهبة من أي نوع، فلا هي مذيعة جيدة، ولا مُحاورة جيدة، وليست ممثلة، رغم كثرة التجارب التي خاضتها خلال الخمسة عشر سنة الماضية. بالطبع لا يمكن لأحد أن يلوم بولند على إصرارها على التواجد في المشهد بأي طريقة كانت، فهي مشهورة أدمنت الأضواء ولا تستطيع الفكاك منها حتى لو أرادت ذلك، مثلها مثل أغلب مشاهير هذا الوقت الذين لا يمتلكون الموهبة ومع ذلك يتزعمون الساحة ويقودون جماهير عمياء تتابعهم بشكل غير واعٍ ولدوافع تافهة؛ ومع تفهمنا لحالة إدمان الشهرة، إلا أن الذي لا يمكن فهمه هو أن يؤمن مُنتج ما بموهبة حليمة بولند، ويتفق معها على بطولة عمل قد يكلف ملايين الريالات؟. يقول الخبر الذي ألمحت له بولند نفسها عبر حسابها في "سناب تشات" إن سبب حضورها لمدينة الرياض هو تكليفها بعمل عن قيادة المرأة السعودية للسيارة!. وهنا أكرر -وأشدد- على أني لا ألوم بولند ولا أعتب عليها، فهذا رزق جاءها ولن ترفضه بطبيعة الحال، اللوم -وكل اللوم- على الجهة التي قدمت لها العرض، والتي فكّرت أساساً أن هذه المذيعة يمكن أن تنهض بعمل فني كبير عن المرأة السعودية. فمتى نجحت بولند في التمثيل حتى يتم التفكير بها كممثلة؟، وما هذا التساهل عند المُنتج السعودي كي يمنحها عقداً مثل هذا؟، وأين هذا المنتج عن المواهب المحلية التي أثبتت جدارتها؟. في أميركا لا تكفي الشهرة لمنح دور البطولة في فيلم أو مسلسل كبير؟. لم يفكر أحد في كيم كارديشيان كممثلة رئيسية رغم شهرتها الطاغية. رأس المال الواعي بهوليود يعلم حدود إمكانياتها ويعمل على استثمارها جيداً دون أن يبدو هذا الاستثمار هِبة أو هدية مجانية، وهذا يتضح في فيلم Ocean's 8 الذي سيظهر قريباً وتشارك فيه كيم مع ريحانا وقائمة كبيرة من الفنانات، وبأدوار مدروسة لا تُمنح اعتباطاً. لم لا يكون المنتج السعودي بهذا الوعي ويعرف جيداً ما يريده الجمهور؟، وكيف يغامر بأمواله في تجارب يعرف سلفاً أنها تجارب فاشلة؟. عندما تراهن على ممثلة لم تمثل يوماً مثل حليمة بولند فلا تتوقع أنها ستقدم دوراً استثنائياً يحقق النجاح لعملك. أما إذا كان الهدف استغلال الشهرة فقط، فلا أعتقد أن فكرة إنتاج مسلسل أو فيلم بدافع استغلال شهرة النجم فقط يعتبر خياراً عاقلاً وناضجاً، لأن الفن لا ينجح إلا بموهبة حقيقية، ولا مجال للمجاملات هنا، والشواهد على ذلك كثيرة، أوضحها هيفاء وهبي التي لم تنجح حتى الآن في التمثيل رغم شهرتها ورغم الدعم الكبير الذي حصلت عليه. Your browser does not support the video tag.