ينهي اليوم الأربعاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى أستراليا استغرقت يومين خصصت لتطوير العلاقات بين البلدين لاسيما في المجال الاقتصادي والتي لاتزال ضعيفة باعتبار أن قيمة مبادلات فرنسا التجارية مع أستراليا لا تتجاوز 3 مليارات ونصف مليار يورو أي خمسين مرة أقل مما هو عليه الحال مع فرنسا، وسمحت هذه الزيارة بالتوقيع على قرابة 15 عقدا في عدة مجالات الصحة والبحث العلمي والابتكار والدفاع، والملاحظ أن أرباب مؤسسات فرنسية متخصصة في المجال الدفاعي كانوا ضمن الوفد الذي يمثل المؤسسات الصناعية والاقتصادية والذي رافق الرئيس الفرنسي في زيارته الأولى إلى أستراليا منذ وصوله إلى الحكم قبل عام، ومن بين هذه المؤسسات مجمع "نافال جروب" الذي كانت فرنسا عبره قد وقعت عام 2016 عقدا ينص على بيع القوات البحرية الأسترالية 12 غواصة عسكرية بمبلغ 35 مليار يورو، ويتم إنجاز هذا العقد على مراحل تستمر عقودا بكاملها، وتصف وسائل الإعلام الأسترالية العقد ب"صفقة القرن" نظرا لأنها أهم صفقة وقعتها أستراليا مع بلد أجنبي في المجال الدفاعي حتى الآن. وكان رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورتبول قد حرص بنفسه على زيارة ميناء شيربور الفرنسي في يوليو الماضي للإشراف على عملية إطلاق ورشة بناء الغواصات التي ستقتنيها البحرية الأسترالية من فرنسا. وتجدر الإشارة إلى أن ماكرون يتوجه عقب زيارة أستراليا إلى أرخبيل كاليدونيا الجديدة الواقع في المحيط الهادئ وغير البعيد عن أستراليا. ويتبع هذا الأرخبيل فرنسا منذ عام 1853، لكنه شهد اضطرابات دامية في تسعينات القرن الماضي بسبب مطالبة جزء من سكانه الأصليين بالاستقلال عن فرنسا، وتم التوصل في عام 1998 إلى تهدئة الوضع في الأرخبيل من خلال اتفاق ينص على إجراء استفتاء يشارك فيه سكان كاليدونيا الجديدة لتقرير مصيرهم بأنفسهم، وسيٌنظم الاستفتاء في الرابع من شهر نوفمبر المقبل. Your browser does not support the video tag.