عوامل عدّة أسهمت في دعم مؤشر أسعار النفط خلال الفترة الحالية من نمو الطلب العالمي عليه، الذي عادةً يرتفع في فصل الصيف سنوياً بالتزامن واتفاق الخفض النفطي بين المنتجين من داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للنفط "OPEC". وأوضح مختصّ في مجال الطاقة أن النفط الصخري بالولاياتالمتحدة الأميركية يعاني من إشكال في مراحل إيصاله للأسواق لعدم توفر طاقة أنابيب كافية لنقله إلى الموانئ لتصديره. وقال الدكتور أنس الحجي اقتصادي متخصص في مجال الطاقة ل"الرياض" تتجّه أسعار النفط نحو الارتفاع ويعود ذلك إلى عدة أسباب من أهمها أن الطلب العالمي على النفط يرتفع عادة في فصل الصيف، في الوقت الذي ستلتزم في المملكة ودول أخرى في أوبك وخارج أوبك في خفض الانتاج، كما يتوقع استمرار انخفاض إنتاج النفط في فنزويلا، وزيادة تفاقم العوامل السياسية، التي يعدّ من أهمها احتمال إنهاء دونالد ترمب اتفاقية النووي مع إيران، وبطبيعة الحال ستعمل على إعادة العقوبات الاقتصادية عليها، كما أن التوقعات تشير إلى زيادة تأزم الوضع السياسي في ليبيا وتكرار انقطاع إمدادات النفط الليبي، كما أن هناك عدّة إشكالات في موضوع إيصال النفط الصخري للأسواق بسبب زيادة الإنتاج وعدم توفر طاقة أنابيب كافية لنقله إلى الموانئ لتصديره، وهو الأمر الذي أدى لزيادة الفروقات السعرية،بعبارة أخرى عندما تحصل السعودية على 70 دولاراً للبرميل يحصل منتجو الصخري على حوالي 56 دولاراً للبرميل فقط. وذكر الدكتور الحجي أن أسعار النفط قد ارتفعت في الشهور الماضية لأسباب عدة أهمها تخفيض السعودية وحلفائها لمعدلات إنتاج النفط، بالإضافة إلى توقف ضخ النفط في أنابيب بأميركا الشمالية وليبيا، كذلك انخفاض إنتاج النفط في فنزويلا وأنغولا ونيجريا وليبيا لأسباب سياسة وفنية، بالإضافة إلى استمرار نمو الطلب العالمي على النفط. وأردف بقوله ذكرت تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً أن الأسعار "مصطنعة"، وأن صانعتها هي أوبك ولكن هذه تعبيرات سياسية لأنه لا يوجد شيء في الأسواق اسمه "أسعار مصطنعة"، كما أن أوبك نفسها تعترف علناً أن هناك عوامل متعددة أخرى رفعت أسعار النفط منها انخفاض قسري لإنتاج بعض الدول مثل فنزويلا وليبيا ونيجيريا وأنغولا، وتوقف خطوط أنابيب نفط رئيسة في شمال أمريكا وليبيا، بالإضافة الى العوامل السياسية المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني وغيرها، ومن أهم نتائج تغريدة ترامب أنه أعاد اسم أوبك للواجهة. وأضاف قدم بعض المتخصصين عدة نظريات حول تغريدة ترامب أهمها نظرية اقتصادية وتقول : إن تغريدة ترامب كانت مرتبطة بخبر نشر مع بداية اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة السوق المنبثقة عن أوبك مفاده أن السعودية لا مانع لديها من وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، بعبارة أخرى أن ترامب انتقد ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار ولم ينتقد الأسعار الحالية. وفي هذا السياق لابد من ذكر أن هذا الخبر لم يكن صحيحاً، كما قامت الوكالة بتغيير الخبر من أن مصدره أشخاص في منظمة أوبك إلى مصدر في صناعة النفط، والكل يتفق هنا أن أسعار 100 دولار للبرميل مضرة بالجميع بما في ذلك الاقتصاد الأميركي، ثانيا: علينا أن نتذكر أن الانتخابات النصفية في الولاياتالمتحدة على الأبواب، الأمر الذي يفسر سببا آخر لقلق ترامب من ارتفاع الأسعار، ونظرة أخرى سياسية تقول: هناك نظريتان متناقضتان كلاهما تتعلق بإيران، ولكن لا يمكن إنكار أي منهما حاليا، فالنظرية الأولى تقول أن ترامب سيلغي الاتفاق النووي مع إيران وسيعيد العقوبات الاقتصادية والمالية عليها، الأمر الذي سيخفض صادراتها النفطية ويرفع أسعار النفط، تغريدة ترامب عن أوبك هي ضربة استباقية كي لا يلومه أعداؤه على ارتفاع أسعار النفط الناتج عن فرض عقوبات على إيران بحيث يتم الترويج لفكرة أن ارتفاع أسعار النفط سببه أوبك وليس سياسة ترامب تجاه إيران، أما النظرية الثانية فهي عكس الأولى باختصار ترامب يحاول استخدام أوبك كشماعة للتغطية على نتائج قراراته. د. أنس الحجي Your browser does not support the video tag.