نشهد في ابريل 2018م حدثا نوعيا على مستوى القطاعات الواعدة والاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بتدشين خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله-ووضع حجر الأساس لمشروع القدية غرب العاصمة الرياض كمعلم حضاري يعكس ترجمة حية لتطلعات القيادة الرشيدة في المملكة، في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية، ودفع عجلة التنمية المستدامة في ضوء رؤية المملكة 2030. وتمثل القدية مركزاً تنموياً متنوعاً لإطلاق قدرات الشباب السعودي وتنمية مواهبهم، حيث تعبر خطوط شعار القدية وألوانه عن تنوع وتفاوت القدرات والميول والتوجهات بين أبناء المجتمع السعودي، وقد استوحي شعار القدية من سلسلة جبال طويق التي تتميز بها المنطقة، والتي تضيف مشاهد فريدة لموقع المشروع. وقد جاء مشروع هذه المدينة العملاقة داعماً لتحقيق رؤية المملكة 2030 اجتماعياً واقتصادياً، حيث تترجم القدية رؤية عصرية لمشروع مستقبلي يستهدف تنويع مصادر الدخل الوطني ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وخلق المزيد من الفرص الوظيفية لأبناء الوطن، والنهوض بمستوى الخدمات في العاصمة لتصبح من أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم. فمن المنتظر أن يُعزز مشروع القدية تنافسية المملكة عالمياً باستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين، وتحويل الإنفاق على السياحة الخارجية إلى داخل الوطن، حيث تستهدف القدية تنمية المساهمة السعودية في الفن والثقافة، كأحد أكبر المشروعات الترفيهية والثقافية والاجتماعية في العالم، وتقام على مساحة تتجاوز ال 334 كيلومتراً مربعاً، وهي تعد أكبر 3 مرات من مساحة نظيراتها عالمياً؛ كمدينة "ديزني لاند" في ولاية فلوريدا، ومدينة "6 فلاجز" في ولاية تكساس، ومدينة "ديزني لاند" في باريس، ومنتجع ديزني لاند في هونج كونج. ومن المخطط له أن يتم افتتاح المرحلة الأولى لمدينة القدية في عام 2022م، حيث تم الإعلان عن أول المشروعات بإنشاء منتزه ترفيهي للألعاب يحمل اسم العلامة التجارية الشهيرة "Six Flags"، والتي تعد أكبر شركة متنزهات ترفيهية في العالم؛ إذ تأسست قبل 57 عاماً في ولاية تكساس. وكما ذكر "صانع المستقبل" سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بأن هذه المدينة ستكون "عاصمة المغامرات المستقبلية، لتقديم العديد من الأنشطة النوعية التي تم اختيارها بعناية فائقة، وصممت بأحدث المواصفات العالمية المتطورة لتحقيق حياة صحية عامرة، وإضفاء المزيد من الترفيه". وتحقيقاً لما ذكره سمو ولي العهد ركز مشروع مدينة القديمة على أربعة نشاطات رئيسية: الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة، والإسكان والضيافة، حيث ستضم المدينة تنظيم مسابقات رياضية وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوجرام ثلاثي الأبعاد، فضلاً عن توفر الفعاليات التاريخية والثقافية، وخدمات تلبي تطلعات كافة فئات المجتمع. وبحسب محللين فإنه من المتوقع أن يسهم المشروع في توفير 50 ألف وظيفة على الأقل؛ ما يسهم في خفض معدلات البطالة، حيث سيبلغ عدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة ما يقارب 1206 من الوظائف؛ بحسب تقدير مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. ومما لا شك فيه أن ذلك يضع قدرا من المسؤولية على مختلف الوزارات والقطاعات بالدولة للمبادرات بأدوار رائدة في عملية التحول الوطني، وهذا بالطبع يتأتى من خلال تكامل المهام الموكلة إليها مع المراكز العلمية المتقدمة مثل الجامعات، بوصفها أهم المؤسسات في النظام التعليمي، والمحرك الأساسي لتحقيق هذه الأهداف. وذلك لما يتضمنه دورها من تفاعل مع المجتمع، ومشاركة له في التدريب والتطوير، وكذلك دورها في سدّ الفجوة في سوق العمل بما تنتجه من كوادر بشرية في مختلف التخصصات، وتخريج قوى بشرية على قدر من المعرفة والمهارات المهنية المناسبة لسوق العمل، والقادرة على التكيف مع نموه وتطور المعرفة التي تغيرت أسسها ومتطلباتها خلال العقدين الماضيين، والقادرة على التكيف مع متطلبات المجتمع الحالية ومسايرة توجهات مشروعاته التنموية بما يوظف دورها الحقيقي في خدمة المجتمع ودفع عجلة التنمية نحو مستقبل مشرق يجعل السعودية أولاً على كافة المستويات. Your browser does not support the video tag.