في ليلة لا تنسى عاد حزم الصمود كما يلقبه محبوه بذلك عندما كان يصارع الكبار إلى موقعه الحقيقي بعد غياب ثمانية أعوام، منذ هبوطه موسم 2011، وسط فرحة غامرة عمت أنصاره، وشهدت الكثير من الانكسار بعد وابل من أسهم المعاناة، بروح اللاعبين ووقفة الإدارة بجهود الشاب عبدالله المقحم وأعضاء الشرف، وعلى رأسهم فهد المالك والعشّاق من الجمهور، وهذه الفرحة من بين الأفراح لعاشق الرس جاءت مختلفة في الرمق الأخير من المسابقة بعدما خرج بانتصار كبير على المجزل برباعية ووصوله لنقطة 53 خلف المتصدر الوحدة، وهو الذي قهر جميع الظروف التي واجهته بالفترة الأخيرة بعد تراجع نتائجه وهبوط مستواه وتفريطه بمركز الوصافة، إلا أنه كما يفعل الكبار تغلب على العوائق ورفع شعار التحدي فحقق مراده في مسائه الذهبي. الحزم هذا الموسم من البداية كان مرشحاً فوق العادة نظراً للعمل الكبير من قبل الإدارة، ويمثل حالة شاذة أو مختلفة، بل كان يعرض نفسه بصورة متكررة مثلما هو دائماً عندما كان يواجهه الكبار متسلحاً بالطموح. وفي مساء الأمس حول هذا الفريق أحلام جماهيره إلى واقع فعلي مسجلاً باسمه لأنه الفريق الذي لا يمكن أن يلامس إلا المجد ولا يمكن يرافق إلا التاريخ، وبعد غياب قسري ثمانية أعوام ابتعد عن الأضواء بعد تاريخ مشرف في دوري المحترفين لأكثر من عشرة أعوام كان فريقاً عنيداً وصعباً، ها هو الآن يكرر العودة ويثبت أنه فريق لا يمكن أن يغيب عن أجواء المنافسة وتقديم النجوم، وعندما راهنت عليه جماهيره بالفترة لماضية بأن أمر عودته مسألة وقت لم يأت هذا من فراغ بل لأن هذا الفريق هو مصدر سعادة جماهيره وفخر لمدينة الرس. وعلى طريقته اختار الحزم كيف يصعد، والطريقة التي جاءت بنكهة مختلفة ومن أصعب الطرق بعدما شكك المتابعون بأنه فقد فرصة لصعود المباشر لصالح الطائي، إلا أنه جمع قواه مجدداً وتوقيت حساس مستمداً قوته من رجالاته فكانت الأضواء في انتظاره، والأعين تطارده بل إنه سيكون محط أنظار الجميع الموسم المقبل. وعندما انطلقت ساعة الصفر في آخر مواجهاته ووسط دعم جماهيري كبير امتطى هذا الفريق صهوة المجد، ولم يكن من السهولة أن يخيب طموحات جمهوره ويخذلهم فأبدع محترفه الغيني الحاج عثمان باري مسجلاً هدفين، وتألق زميله علي خرمي بافتتاح مسلسل الأهداف وسجل حامد المقاطي فكان يوماً لا ينسى! فهذا النادي الطموح الحزم وبعد أن تلقى موجه انتقاد لازع بالجولتين المنصرمتين وتضاءلت حظوظه مع الانطلاقة القوية لطائي فضلت الإدارة بحنكة الصمت ومعالجه الخلل، فنجح في خططه بعدما اختار الطريق الصعب والممتع لإسعاد جماهيره والصعود لدوري الأضواء، فالدلائل والمؤشرات كانت تشير أن هذا الفريق في طريقه للصعود مهما كان مهر الإنجاز والذي تجاوز أكثر من عشرة ملايين ريال، وبالفعل وعد نجوم الحزم بعزيمة لاعبيه الأبطال وأعلنها صعوداً ومن أصعب الطرق مؤكداً أن الكرة لا تخدم إلا من يخدمها، وأن الطموح والإصرار أساس النجاح، وبلا شك فإن طريق هذا الفريق المكافح للصعود لم يكن سهلاً ولا ممهداً بالورود كما يعتقد البعض، بل كان مشواراً عامراً بالكفاح والعراق والجد والإخلاص والتضحية، وكانت كل مباراة لهذا الفريق تمثل له بطولة مستقلة، وكان لابد من التضحية من الجميع إدارة ولاعبين وجماهير، فالمهر الغالي إنجاز يليق بهذا الفريق الرائع. الرئيس الذهبي عبدالله المقحم Your browser does not support the video tag.