ان سايلوا عني على الطايل أرقى مانيب نمّام ولا نيب لوقي يعطيك من طرف اللسان حلاوة وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ هنالك نوع من البشر ينافق من يراه ويمدحه كاذباً، فإذا فارقه سلقه بألسنة حِداد، ومثل هذا ينطبق عليه المثل الشعبي : (لوقي لا كلب ولا سلوقي)!! ولعل لفظة (لوقي) من إدعاء اللياقة نفاقاً وكذباً، ويصفه المثل بأنه ليس كالكلب الذي ينفع للحراسة، ولا كالسلوقي الذي ينفع في الصيد ! ويقول المثل الشعبي المصري: (في الوجه مرايه وفي القفا سلايه) وصفاً لمن يتحدث في المواجهة بما لذّ وطاب، من باب الزور والنفاق، ولكنه في غياب الممدوح يذمه و(يطلّع فيه القطط الفطسانة) والسلاية هي شوك السمك الحاد، فهو (يقطّع جلد) ممدوحه في غيابه! وهذا من أسوأ الناس! وللمثل المصري رواية أخرى (في الوجه مرايه وفي القفا سعلايه) ولعلها مشتقة من(السعلو) وهو الغول الذي يتغول في أعراض الناس في غيابهم، وينفاقهم وهم حضور! .. وغالباً مايكون هذا التصرف الذميم اللئيم من ضعاف النفوس الذين يضمرون الحسد للناجحين، قيل لمسلم من الوليد * من السيد فيكم؟ فقال : من إذا حضر مدحناه وإذا غاب اغتبناه! وكرام الرجال يكرهون ذا الوجهين، المنافق المتلون كالحرباء، يقول ابن صقيه: ان سايلوا عني على الطايل أرقى مانيب نمّام ولا نيب لوقي لي ناح في خضر البساتين ورقا جاوبت من كثر العنا لام طوقي يسقيك يا غرسٍ على جال برقا متى على خير تلوح البروقي دورت في شام وغرب وشرقا عجزت لى القى لي نديم صدوقي لو الردي بالوسم خده يعرْقا حتّاه يعرف من جميع الطروقي صحيح بين الناس لي امعنت فرقا فيهم ولد ذيب وفيهم سلوقي وأسوأ مايكون ضرر المنافق صاحب الوجهين إذا انخدع به صاحبه، واعتبره صديقاً مخلصاً، لما يسمع من كلامه الجميل عنه في حضوره، ومايجهل من كلامه القبيح عنه في غيابه، فهذا عدوٌّ في ثياب صديق، بل هو شرُّ من العدو، لأن الإنسان يأخذ احتياطه من العدو، ويكتم عنه أسراره، بينما مُدَّعِي الصداقة المزيّف قد يخدع صاحبه فيبوح له بأسراره ، ويضيف هذا المنافق الحاقد عليها الكثير من المساوئ وينشرها ويكبّرها .. قال الشاعر : كم صاحبٍ في النفس كنتُ أظنّه لي كالشقيقِ وأنّه لا يلْؤمُ أرجو له كلّ السعادة مخلصاً وإذا ينالُ شقاوةً أتألّم ومتى تبيَّنَتِ الأمور وجدتهُ في طبعه ملَقٌ يغُشُّ ويُوهِِم فإذا أُصِبْتُ تكشّفتْ أحقادهُ وبَدَتْ عليه شماتةٌ لا تُفْهَم يا صاحبي إنّي كشفتكَ فارعوي ودََعِ النّفاق فإنّ ذلك أسلم إنّي وأنتَ كما علِمْتَ فواحدٌ يبني لصاحبه وآخر يهدم لا يستوي الرّجُلان ؛هذا مخلِصٌ أبداً بصُحْبته وذلك مجرم بئس النّفاق سجيّةً ممقوتةً كالداء يسري في النفوس فيُسْقِم لا تأمننّ منافقاً لدقيقة ٍ إنّ المنافق قد يضرّ ويؤلِم يُبدي المودّةَ كاذبأً ومخادعاً لكنّه أبداً يكيدُ ويَكتُم لو كان يمكنُ أنْ ترى أسراره لرأيتَ نارَ الحقد كيف تَضَرّم لرأيتَ صدْراً في الحقيقةِ مظلماً ورأيتَ وجهاً في المقابل يبْسِم ولَراعكَ المكنونُ داخل صدره وبُهِرْتَ ممّا لا يبوحُ ويزعم فإذا حضرْتَ سمعتَ حلْوَ حديثِه وكأنّه من نشوةٍ يترنّم أو غبتَ جاءكَ منه ما لا تشتهي فحديثه في الغيْبِ مرٌّ علقمُ وإذا أتاكَ لِحاجةٍٍ ,يسعى لها كالحيّة الملساءِ بل هو أنعم وإذا جلستَ اليه تطلبُ نُصْحه لوجدتَه في نُصْحِهِ يتلعثم وإذا تحدّث بالنميمة يومَه كالسّيل كان لسانُه لا يُلْجَم ولشدّ ما تؤذيهِ راحةُُ جاره فيظلّ مهموماً يدُسُّ وينقِم وإذا رأى ما قد يسرّ صديقَه فلطعنةٌ أحنى عليه وأرحم) ويقول صالح بن عبدالقدوس: لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ حلو اللسان وقلبه يتلهب يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ يعطيك من طرف اللسان حلاوة وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ وَ زِنِ الكلام إذا نطقت ولا تكن ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ واحفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به فهو الأسير لديك اذ لا ينشب وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى فرجوعها بعد التنافر يصعب إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ Your browser does not support the video tag.