يعتقد بعض الناس أن الله لم يهدِ سواهم، فيجرحون هذا ويدخلون في نية آخر، ويحكمون على الشخص بظاهره، ولايتوقف الأمر عند هذا الحد عند هؤلاء البعض، بل نراهم وكأنهم قائمون على أمر البشر، وكأنه لا يوجد لديهم أخطاء في تصرفاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين، وحينما تبادر إلى مناقشته حول تصرفات معينة يكون حاد الطباع، لا يملك أسلوباً للحوار، فنطاقه ضيق وكأنه هو الوحيد القادر على التفسير الصحيح، مع أن الإسلام دين سماحة وكرامة وعزه، لا يقبل التفرقة، ويأبى الشماتة، ويرفض الحسد، ويدعو دائماً إلى محبة الناس أسوة بما كان يقوم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيد البشر وإمام المسلمين سيد الأخلاق في تعامله مع الناس، التعامل الإسلامي الراقي الذي يُرغبهم ولا ينفرهم حتى لو كان على غير ملة الإٍسلام. كان -صلى الله عليه وسلم- ينصح بلين ورفق وتفاؤل، فلايحتقر أحداً بسبب مظهره أو شكله، فما أكرمك يا رسول الهدى، فهذه هي فعلاً أخلاق الإسلام التي ينبغي أن يتطبع بها المسلم الصادق المؤمن. فليس الحكم بالظاهر هو المدخل للحكم على الشخص، فكثير من الأشخاص قد يدل ظاهرهم على شيء لكن قلوبهم وأفعالهم ونواياهم تدل على شيء آخر، فالدين لم يكن في يوم من الأيام شكلاً خارجياً فقط، بل الدين المعاملة، والأخلاق الفاضلة، والنيات الجميلة. الدين أيضاً ثقافة وجمال خارجي وجاذبية سحر في الكلام؛ لتتفتح الأفكار للبحث عن الجمال، مثال ذلك: تعلم اللغات لكسب صداقات من جميع أنحاء العالم لإعطائهم الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، وأنهم يجيدون فن الحوار، ولا يتناقضون مع التجديد والتطوير، بعيدون عن التعصب والعنصرية، فخورون بأنهم من هذا البلد الذي يحمل لواء الدفاع عن الإسلام ومكتسباته الحقيقية. وفي هذا المقام نجد أن بعض الأشخاص قد لا يفرق بين التواضع وحب المظاهر، فيعتقد أنه من التكبر حب المظاهر، مع أن الإسلام دين جمال ومحبة، فالله جميل يحب الجمال، فعلى حسب طاقتك أظهر جمالك، فركوب السيارة الجميلة على سبيل المثال، وإظهار جمال هندامك، لا يعطيك المبرر إلى التباهي بما عندك واحتقار الآخرين ممن لا يملكون ما تملك، فهذا من التواضع وحب الآخرين. كما أن من التواضع والمعاملة الحسنة عدم التدخل في خصوصيات الآخرين، ما لم يطلبوا منك النصح فكن صادقاً في نصحهم كما علمنا الإسلام. وأمر آخر يتعلق بالمرأة، فالدين لا يحث على احتقار المرأة والتقليل من شأنها، بالعكس يحث على إبراز دورها وتذكيرها دوماً بمحاسنها وبمجهودها حتى لو كانت ربة منزل، فالمرأة تحب الأهل والأشخاص الذين يقدرونها ويضعون الثقة أمام عينيها ويذكرونها دوماً بأنها ناجحة، وأنها تبحث عن رفع صيتها وسمعتها أكثر، والمرأة هي العقل المدبر في كثير من الأحيان حتى وإن تحكمت عاطفتها فيها لكنها أكثر تحملاً وصلابة من كثير من الرجال. وأخيراً فالدين دين توكل على الله ثم فعل للأسباب، دين حسن ظن بالله، دين تفاؤل وأمل (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). فما أجمل هذا الدين، جعلنا الله وإياكم ممن يتحلون بهذه الأخلاق الجميلة.. ومسك الختام: الخطأ وارد لكن المجاهرة به والتزمت وعدم اللين هو الذنب الأكبر.. فالدين دين بساطة وجمال. Your browser does not support the video tag.