منذ صعود الفيصلي للمرة الثانية في تاريخه من دوري الدرجة الأولى، قبل سبعة مواسم إلى دوري الأضواء، وضع الفريق بصمته المميزة بين الكبار وظل كثيراً أنموذجاً للفريق المكافح بينهم بإمكاناته المادية المتواضعة في إشارة مهمة لفكر إداري مميز ومستقر في قيادة الفريق لمواسم طويلة، ومع اقتراب الموسم الحالي مازالت نتائج ومستويات الفيصلي تصنفه الحصان الأسود، باستقراره قريباً من المراكز المتقدمة، وتوج جهوده هذا الموسم بالوصول المستحق والتاريخي إلى نهائي أغلى البطولات كأس خادم الحرمين أمام الاتحاد، في ختام جميل لعنابي سدير، ومازالت الترشيحات الفنية تطارد الفريق لمواصلة التألق، ومزاحمة الاتحاد على الكأس الأغلى، ومعها الحصول على مقعد آسيوي في دوري أبطال آسيا، معتمداً على استقراره الإداري المميز. من المجحف أن يعتبر بعض المتابعين وصول الفيصلي لنهائي كأس خادم الحرمين مفاجأة أو حظاً ساعد الفريق، إذ إن المنصف لمسيرة "عنابي سدير" يدرك تماماً حجم العمل المتقن الذي يحيط بالفريق فكراً وواقعاً يبحر بالفيصلي بهدوء، متحدياً كل العثرات التي تعترض طريقه ووفق منهجية فنية واضحة وخيارات عناصرية مقنعة، باتت تصدر المزيد من النجوم للأندية الأخرى، ولا يتأثر الفريق برحيلهم في ظل الأداء الجماعي المبهر في منظومة واحدة، لاتتضمن أحوال التضجر والاعتراضات المتوالية في معظم الأندية، التي تصدر من مدربين أو لاعبين، فالهدوء وحده والعمل بصمت ومعالجة أي معوقات هو ديدن العمل الفيصلي. الفيصلي الذي تأسس في عام 1374ه - 1954م بمدينة حرمة في محافظة المجمعة، وكان اسمه سابقا نادي شباب حرمة، يعد من أقدم الأندية السعودية تأسيساً قبل 65 عاماً، وبات اليوم يقدم دروساً مجانية لبقية الأندية في تتويج عطاءاته ومسيرته الرائعة بين الكبار، ولن يكون مستغرباً أن يحصد الفريق ثمار جهوده في القريب بتخليد اسمه في لائحة البطولات السعودية الكبرى، ومصادقة منصات التتويج إن استمر على ذات الوتيرة الإدارية والفنية والنهج المتزن، في التعاطي مع واقع الفريق الفني واحتياجاته العناصرية وخطواته المتأنية في سبر غمار المنافسات، والأهم في تجربة الفيصلي الملهمة والجديرة بالتوقف عندها كثيراً هذا الموسم، هو الاستمرار، وألا يبتعد كثيراً عن مشهد المنافسة في المواسم المقبلة، كما حدث مع الفتح الذي اكتفى بمنجزه التاريخي بتحقيق لقب الدوري في 2012-2013، ثم خلد اسمه كأول فريق يحصد لقب السوبر في ذات الموسم، قبل أن يتوارى عن الأنظار بعيداً عن مواصلة حضوره الذهبي السابق، بعد التفريط في كثير من مكتسباته الإدارية والفنية والعناصرية المؤثرة دون بدائل ناجحة. Your browser does not support the video tag.