يواصل الفيصلي تقديم عروضه القوية في الدوري، بعد استقراره رابعاً في سلم الترتيب، ب 22 نقطة، جمعها من سبعة انتصارات، وتعادل واحد، مقابل أربع خسائر، وهي نتائج لافتة في تاريخ الفريق في الدور الأول من الدوري السعودي للمحترفين، منذ صعوده الثاني من دوري الدرجة الأولى، قبل سبعة مواسم إلى دوري الأضواء، على الرغم من تبقي مواجهة مؤجلة للفريق أمام الهلال. وعادة تظهر نغمة الاستقرار الفني عند تحسن نتائج أي فريق، إلا أن الحال في الفيصلي، يشير إلى نموذج إداري مميز لمواسم طويلة، والعمل بصمت وهدوء، والنجاح كثيراً في ملف الاستقطابات المحلية من اللاعبين السعوديين وفق حاجة الفريق الحقيقية، اضافة إلى التعاقدات الخارجية من اللاعبين غير السعوديين، ويسير النادي بحنكة إدارية، ساهمت في ترسيخ أقدام الفريق الأول لكرة القدم بين الكبار في الدوري منذ سبعة مواسم، مستقراً في مراكز الوسط، وبعيداً عن صراع البقاء الموسمي للأندية المتأخرة في الترتيب، ماجنبه كثيراً تذبذب وتراجع النتائج، إذ يظهر نداً قوياً لفرق المقدمة، فيما لا يفرط عادة في النقاط بسهولة أمام بقية الأندية، التي تتوازى معه في المستوى والإمكانات. وبنهاية الدور الأول من هذا الموسم ظهر الفيصلي كحصان أسود، بنتائجه اللافتة واستقراره في المراكز المتقدمة، ما يرشحه فنياً لمواصلة التألق، والحصول على مقعد آسيوي في دوري الأبطال نهاية الموسم، على الرغم من إمكانات النادي المادية المحدودة، التي لا تقارن مع كثير من منافسيه في الدوري، معتمداً على استقراره الإداري المميز، والدعم الشرفي الثابت للفريق منذ مواسم، من دون وجود اختلاقات أو خلافات إدارية أو شرفية، تنغص مشوار الفريق، أو تعصف بمكتسباته، ليظل أنموذجاً يحتذى في الاستقرار الإداري الناجح. ونجحت إدارة الفريق كعادتها في ملف المدربين كان بارزاً الموسم الحالي، بالتعاقد المدرب الصربي المتمكن فوك رازوفيتش، الذي ظهرت بصماته الفنية سريعاً على الفريق، وقدم معه أجمل المستويات، وأفضل النتائج الممكنة، منذ سبعة مواسم، فحضر الفريق بقوة في الجولات الماضية، معتمدًا على روح الفريق الواحد، والأداء السلس، وترابط الخطوط، والتنويع في الخطط الفنية، التي أثمرت عن تبؤ عنابي سدير مركزاً متقدماً مع نهاية الدور الأول من الدوري. وكان الفيصلي قد أعلن تعاقده مع رازوفيتش "44 عاما"، قبل مستهل هذا الموسم، لمدة عام مع أفضلية التجديد لعام آخر، وبدأ مسيرته التدريبية 2005 مع سريم الصربي، ثم عمل مساعداًَ للمدرب مع بارتيزان الصربي 2008 ، وانتقل لتدريب تيليوبتيك الصربي 2011 ، ليتولى بعد ذلك تدريب يارتيزان الصربي 2012، وعمل معه لعامين، وتولى تدريب دينامو مينسك البيلاروسي 2014، واستمر معه لعامين، ليدرب بعد ذلك نابريداك الصربي الموسم الماضي، وحقق رازوفيتش العديد من الإنجازات، حيث أحرز لقب بطولة الدوري الصربي مع بارتيزان الصربي ثلاث مرات في 2008 و2009 و2010 مساعداً للمدرب، والتأهل لمرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا لثلاث مرات، كما حقق بطولة الدوري الصربي مع بارتيزان الصربي 2012 كمدرب للفريق، وحقق المركز الثاني، وتأهل لمرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي، مع دينامو مينسك البيلاروسي.