تناول عدد من المختصين بصناعة الاجتماعات ومسؤولي شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات بالمملكة الخطوات التطويرية التي نشأت في هذه الصناعة، ونمت بشكل بارز ومتوازن في الأعوام القليلة الماضية، مع تبني الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تنظيم هذه الصناعة عبر تبني جهاز حكومي متخصص في هذا المجال، ممثلة بالبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، الذي يرأس اللجنة الإشرافية له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، ويتكون من أعضاء يمثلون وزارات (الداخلية، التجارة والاستثمار، الشؤون البلدية والقروية، المالية) وعضوين من القطاع الخاص. بداية قال إيهاب بن حسن أبوركبة المدير العام لشركة المهاد العربية للتميز نائب رئيس اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية "تعد صناعة الاجتماعات من أهم الصناعات المؤثرة في تنمية أي بلد، فهي تستعرض وتناقش تحديات وحلول تلك البلد في جميع مجالات التنمية، كما أنها تعد رافدا من روافد الاقتصاد لما فيها من قوة جذب للسياح والمشاركين للمنطقة وبالتالي تعم الفائدة الاقتصادية على قطاع الإسكان والأسوق والمطاعم وغيرها، ومن عاشر هذا القطاع خلال السنوات الماضية يلاحظ مدى النقلة (أو القفزات) التي أصبحت ملموسة منذ إنشاء البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات وتوليه قيادة الأمور في تفعيل وترخيص وتنظيم هذا القطاع". وأضاف "لقد عملت عن كثب مع هذا البرنامج منذ إنشائه وتابعت تطوراته وحرصه على الإنجاز رغم الكثير من التحديات التي واجهها وفي كل مرة كنت أزيد إعجابا بإنجازاته وخاصة أنها تتم على أيدي شباب سعودي لديه الإصرار والعزيمة وتحت إشراف قيادة حكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان واللجنة الإشرافية من النواب والوكلاء من الوزارات ذات العلاقة، بالإضافة إلى مجلس الغرف السعودية، هذا التكامل الجميل جعل إمكانية التغيير حقيقة ليست فقط تنظيريا، بل إنجازات أعدت على أرض الواقع، حيث بدأ هذا البرنامج منذ بدايته بخطوات صحيحة، حيث بدأ بالبناء المؤسسي حتى يستطيع الإنجاز باحترافية، ثم عمل على الجوانب التنظيمية كالانضمام لعضويات المنظمات الدولية المختصة بالمعارض والمؤتمرات واعتماد عدد من القواعد والإجراءات المنظمة سواء للمعارض التجارية أو المعارض التعريفية أو المحاضرات والدورات أو تيسير إصدار التأشيرات للعارضين والمتحدثين وغيرها". وأوضح أبو ركبة أن من أكثر فعاليات البرنامج نجاحا بالإضافة إلى التنظيمات التي اعتمدها هي تنظيم المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض بجميع نسخه والتي ساهمت بتثقيف القطاع ومناقشة أهم التحديات والخروج بحلول ومبادرات عملية، أما ثاني أكثر الفعاليات نجاحا فقد كانت مشاركته في معرض "ايمكس" الدولي في فرانكفورت بألمانيا 2017م والذي قام بالتعريف عن المملكة كوجهة للمعارض والمؤتمرات بشعار "السعودية ترحب باجتماعاتكم"، وقد لاحظت خلال متابعتي للبرنامج حرصه الشديد على أداء دوره تجاه تطوير صناعة الاجتماعات ونقل التجارب والخبرات الدولية فعمل على عقد الشراكات والتحالفات بين الشركات الدولية والمحلية شريطة تطوير الصناعة ونقل المعرفة للشركات المحلية، ليس هذا فحسب بل كان البرنامج دوما يعمل على توطين الصناعة ويدعم أي مشروع لذلك آملا في أن تدار هذه الصناعة يوما بمزيد من الأيدي السعودية الاحترافية فعمل على اعتماد 90 مقعدا لصناعة الاجتماعات في برنامج وظيفتك بعثتك وساهم في إنشاء الأكاديمية السعودية للمعارض والمؤتمرات كأول أكاديمية على مستوى الخليج العربي متخصصة ببرامج تأهيل وتدريب إدارة الفعاليات والمعارض بأنواعها. واستطرد قائلاً "رغم أن هذه الإنجازات تعد كبيرة رغم قصر فترة البرنامج، إلا أن طموحنا مايزال كبيرا، ففي إحدى ورش العمل كانت هناك بعض الآمال التي نتطلع لتحقيقها مثل توسيع نطاق إشراف الجهاز الإداري الدائم ليشمل جميع فعاليات الأعمال التي تقيمها الأجهزة الحكومية، إيجاد سياسة لمنح تأشيرات للراغبين بزيارة المملكة لغرض زيارة وحضور فعاليات الأعمال التي تقام بالمملكة وتسهيل إجراءات إصدارها والاستفادة من تجربة وزارة الخارجية مع البرنامج في التأشير للعارضين والمتحدثين، والتزام الأجهزة الحكومية بتطبيق قواعد وإجراءات إقامة فعاليات الأعمال، وكذلك تبني الدولة تخصيص أراضٍ والاستثمار في إنشاء ثلاثة مراكز معارض ومؤتمرات متعددة الاستخدام ذات مستوى عالمي في كل من الرياض، وجدة، والدمام، وإسناد تشغيلها إلى شركات دولية متخصصة". ودعا أبوركبة إلى تأسيس الشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات لإدارة وتشغيل الأصول الحكومية المخصصة لإقامة المؤتمرات والمعارض، ودعم الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات لتمكينها من تأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في إدارة صناعة الاجتماعات وفعاليتها، وإلى أهمية شمولية تسويق المملكة كوجهة مناسبة لإقامة فعاليات الأعمال الدولية. البرنامج الوطني يهدف إلى تسويق المملكة كوجهة لإقامة فعاليات الأعمال مرجعية لتنظيم صناعة الاجتماعات من جانبه أكد د. زهير السراج عضو اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات والرئيس التنفيذي لمجموعة شركات المختص، والعضو المنتدب للأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات أن صناعة الاجتماعات صناعة حيوية ومهمة في المملكة، وقد لاقت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية بعد المجهود الرائع الذي يبذله البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات من تشريع وتنظيم هذه الصناعة لتكون إحدى الصناعات الرئيسة المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني. وأضاف أن صدور قرار مجلس الوزراء في 25 - 2 -1439ه بتعديل البند (رابعاً) من قرار المجلس رقم (246) وتاريخ 17 / 7 / 1434 ه، وذلك بإضافة فقرة جديدة إلى مهام اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، لتمكن هذه اللجنة من الموافقة على انضمام البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات إلى عضوية المنظمات والجمعيات الدولية المختصة بالمعارض والمؤتمرات، حيث إنه من المنتظر أن يقوم البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات في ضوء ذلك القرار ببناء علاقات مهنية واسعة في صناعة الاجتماعات مع الجهات الدولية وذات السمعة العالمية ومن شأن تلك العلاقات أن ترسخ لتطوير الجانب التسويقي وتعزيز دور المملكة كوجهة جاذبة لفعاليات الأعمال الدولية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وأوضح السراج أن من ثمار ذلك الحراك والتطور أنه سيساهم في توليد عشرات الآلاف من الوظائف خلال السنوات القادمة، وأن الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات وفي ظل شراكتها الاستراتيجية مع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات قد استعدت للمرحلة القادمة بالبرامج والورش التأهيلية والتطويرية لخلق كوادر وطنية مؤهلة مهنياً وفق المعايير الدولية. وأوضح أن من عوامل تطوير هذه الصناعة أن يتم إظهار إمكانيات شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات وقدرتها على تنظيم فعاليات كبرى، وخلق قنوات تواصل مع الجهات والجمعيات التي لديها معارض ومؤتمرات وتشجيعهم على إسناد تنظيمها للقطاع الخاص، ويرى السراج أنه لا بد من تشجيع إنشاء تحالفات كبرى بين شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات لتطوير صناعة الاجتماعات السعودية، ووضع تصنيفات للشركات العاملة في الصناعة من شركات تنظيم معارض ومؤتمرات ومزودي خدمات وأيضاً الأفراد العاملة في الصناعة وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة المنظمة للمعارض والمؤتمرات بالدخول لسوق العمل بقوة من خلال التحالفات، وتوعية مزودي الخدمات اللوجستية بأن الاندماج والتضامن مع منظمي المعارض والمؤتمرات يزيد من فرص الاستدامة والبقاء في سوق العمل. علامة فارقة في صناعة الاجتماعات من جهته قدّر الرئيس التنفيذي لمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض خالد بن عبدالله الزهراني دور البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات في دعم صناعة الاجتماعات بالمملكة، مبينا أن البرنامج حقق منذ تأسيسه في السنوات الخمس الماضية، العديد من الإنجازات التي تعد علامة فارقة في هذه الصناعة وتنظيمها ولفت الأنظار إلى قدرتها على التعريف بالمملكة ومكانتها الريادية بالمنطقة وما تقوم به من أعمال تدعم المقومات الإنسانية والاجتماعية العالمية وترسخها في كافة الصعد، وقد اتضح ذلك جليا في تزايد أعداد المعارض والمؤتمرات التي أقيمت في المملكة. وبيّن أن صناعة الاجتماعات تعد من الركائز الاقتصادية التي تفرض نفسها بشدة في الآونة الأخيرة، كونها تسهم في إيجاد عشرات آلاف الوظائف وتحدث حراكا مجتمعيا ملموسا، خاصة من الناحية الاقتصادية، ويتضح ذلك في المملكة، حيث نشاهد العديد من الشباب الذي يتولى عملية التنظيم والتنسيق للاجتماعات والمعارض والمؤتمرات وبروح عالية، وهذا يوجد كوادر مدربة تسير بهذه الصناعة نحو المرجو منها. ورأى الزهراني أن البرنامج بات مرجعية فاعلة لتنظيم صناعة الاجتماعات وأن مناشطة وفعالياته وخططه تهدف إلى أن تكون المملكة وجهة رائدة مميزة لإقامة الاجتماعات والمؤتمرات الدولية لتوافر الكثير من المزايا الجاذبة لهذه الصناعة المهمة. منصة اتصال إلكترونية من جهته أكد محمد بن حمد الحسيني المستشار بشركة معارض الرياض أن البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات نجح في سنواته الخمس الأولى في تحقيق العديد من أهدافه وفي مقدمتها تطوير صناعة الاجتماعات في المملكة وتنظيمه بشكل كامل، وذلك من خلال إعداد السياسات العامة لتنمية صناعة الاجتماعات ووضع الخطط اللازمة لتنفيذ ذلك، وإقرار المعايير والشروط والضوابط لمرافق فعاليات الأعمال والجهات المنظمة والموردة للمعارض والمؤتمرات بالتنسيق مع شركاء البرنامج، والعمل مع هؤلاء الشركاء لخلق بيئة تنظيمية وإجرائية محفزة لصناعة الاجتماعات، وإصدار تراخيص تنظيم فعاليات الأعمال التي تقام داخل المملكة بجميع أنواعها، والرقابة عليها. وذكر الحسيني أن البرنامج تمكن من تطوير منظومة الإجراءات، وتوفير منصة اتصال واحدة للمتعاملين مع فعاليات الأعمال التي تقام في المملكة، وأن يبني علاقات عمل مثمرة مع جميع المتعاملين معه، كاشفا أن البرنامج وفقا لآلياته ومنظومته العامة سيجعل المملكة مؤهلة لأن تكون من رواد صناعة الاجتماعات في العالم بحلول 2030، كما سيضع على قائمة أولوياته تسويق المملكة كوجهة مناسبة لإقامة فعاليات الأعمال، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وجلب المؤتمرات الدولية إليها، ومساندة إقامة فعاليات الأعمال الكبرى في المدن الرئيسة مع تشجيع إقامة فعاليات الأعمال المتخصصة في جميع مناطق المملكة، والعمل على رفع جودتها، مطبقا في ذلك التخطيط المدروس وقيم الجودة الشاملة وعناصر المنافسة. وأشار الحسيني إلى أن البرنامج سيكون له دور فعال خلال الفترة القليلة المقبلة، في ظل اعتماده أفضل الأساليب العالمية المتبعة، وتطوير مراكز المعارض والمؤتمرات بالشراكة مع القطاع الخاص وفقاً لأعلى المقاييس المعمول بها دوليا، ووجود هيئة استشارية على مستوى كبير من الخبرات والكفاءات العالية. من جانبه أكد عادل عبدالشكور رئيس مجلس إدارة شركة ترديكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض المتخصصة أن البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات أحدث نقلة نوعية في صناعة الاجتماعات السعودية وأنه يسعى الارتقاء بها إلى العالمية، كونه يهدف إلى أن تتبوأ المملكة مكانتها الحقيقية على الخارطة الدولية بالنسبة إلى هذه الصناعة التي لها ثقل اقتصادي ودور اجتماعي كبير في التقريب بين الشعوب وفي تبادل الرؤى والأفكار المتعلقة بتطويرها وانعكاساتها على الفرد والمجتمع. وأوضح أن صناعة الاجتماعات التي من منتجاتها المعارض والمؤتمرات والمنتديات والملتقيات تدعم بشكل مباشر قطاع السياحة والسفر في المملكة وتبرز مكانتها كوجهة ومقصد سياحي بارز بما تملكه من تراث وآثار وطبيعة ساحرة وشواطئ عريضة وجبال متنوعة، وهذا يشكل عامل جذب سياحي كبير ومن ثم يدعم الاقتصاد الوطني. د. زهير السراج د. إيهاب أبوركبة خالد الزهراني محمد الحسيني عادل عبدالشكور Your browser does not support the video tag.