أبدأ بتوجيه التهنئة الى آدم سيمنسكي (رئيس eia سابقا) لتعيينه رئيسا لكابسارك. وكابسارك هو مركز الملك عبدالله للدراسات البترولية بالرياض. أما (eia) فهي إدارة معلومات الطاقة الأميركية وهي غنيّة عن التعريف فهي أكبر جهة تقوم بإعداد ونشر وتوزيع المعلومات الغزيرة عن البترول والطاقة بالمجان. وتستحق الثناء والشكر وأنا شخصياً مدين لها كمصدر أساس للحصول على المعلومات عن البترول منذ منتصف الثمانينات. موضوع زاويتنا لهذا اليوم هو الرسم البياني الوارد في تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية (eia) الصادر بتاريخ 28 مارس 2018 (قبل 10 أيام) عن تجارة (صادرات وواردات) أميركا لمصادر الطاقة الأحفورية. لقد تضمن الرسم البياني المذكور أعلاه مسيرة صادرات أميركا لكل من: الفحم، والغاز الطبيعي، والبترول الخام، ومكررات البترول منذ عام 1949 الى عام 2017 (على مدى 68 سنة) كالتالي: لقد كانت أميركا منذ عام 1949 ومازالت إلى صباح يومنا هذا (الأحد 8 أبريل 2018) تُصدر الفحم بمعدل (متوسط) يتجاوز المليون برميل مكافئ في اليوم الواحد. بينما كان تصديرها للبترول الخام حوالي الصفر منذ عام 1949 إلى عام 2015 (قبل ثلاث سنوات فقط) عندما أزالت أميركا لأول مرة الحظر عن تصدير بترولها الخام (علما كان مسموحاً لها إعادة تصدير البترول الخام الذي تستورده أميركا من الخارج). وهكذا رغم ان أميركا بدأت بالفعل تزيد تصديرها للبترول الخام للخارج بالتدريج ولكن الى الآن لم يصل تصدير أميركا للبترول الخام مستوى تصديرها للفحم. بعض الأسئلة الجوهرية التي يجب على الدول المصدرة للبترول (لا سيما دول الخليج) معرفة الجواب عليها هي: ما مدى الصحة في القول الذي يروّج له بعض الإعلاميين على نطاق واسع بأن تصدير البترول الصخري الخام الأميركي سينمو باطراد؟ وبأنه سيستولي على حصة البترول الخام الذي تصدره دول الخليج الآن الى أسواقها التقليدية؟ وبأن البترول الأميركي يضع السقف الأعلى لسعر البترول عند مستوى 70 دولاراً للبرميل الخام؟ وبأنه لن يعود سعر البترول إلى مستوياته السابقة فوق المائة دولار على مدى المستقبل البعيد؟. الجواب على جميع هذه الأسئلة المحورية يكاد يكون واضحاً للعيان بأن هذه الإدعاءات جميعها غير صحيحة لأن أميركا تستورد الآن حوالي 7.5 ملايين برميل خام في اليوم الواحد ولا تستطيع أميركا أن تزيد صادراتها للبترول الخام الأميركي إلى الخارج من غير أن تلجأ إلى زيادة وارداتها من بترول الخليج (الذي أعتقد وفق استنتاجاتي الشخصية) أن أميركا تحتاجه لتخلطه ببترولها الصخري الذي تُصدره الى آسيا لأنه أقل كثافة من بترول الخليج في احتوائه للطاقة وغير مرغوب لدى المصافي الأسيوية. Your browser does not support the video tag.