أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب أنالطمأنينة والسكينة نعمة من الله ينزلها على عبده ، فلا ينزعج لما يرد عليه من المصائب والمحن، وذلك إذا قام في قلبه إيمان راسخ ويقين صادق ، واستسلام لله وطاعة . فيزيده ذلك إيماناً وقوة وثباتا . قال ابن القيم رحمه الله ( السكينة إذا نزلت على القلب اطمأن بها وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار ، وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة ، وحالت بينه وبين كل باطل ) وقال في خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكةالمكرمة أن الطمأنينة التي يلقيها الله في قلب عبده تملأه إيماناً وثباتاً ويقينا ، وقناعة ورضا ، وحسن سمت وتقوى وبصيرة وهدى ، ثم إخباتاً وخشوعاً ، فلا يضطرب ولا ينحرف ولا يميل . وهي ضرورة لمن أدركه الضّجر من قوّة التّكاليف، وأعباء الأمر وأثقاله. ولا سيّما من أقيم مقام التّبليغ عن الله ، ومجاهدة أعداء الله، وقطّاع الطّريق إليه ، فإنّ ما يحمله ويتحمّله فوق ما يحمله النّاس ويتحمّلونه ، فقد يدركه الضّجر ويضعف صبره . فإذا أراد الله أن يرحمه ويحمل عنه: أنزل عليه سكينته ، فاطمأنّ إلى حكمه الدّينيّ وحكمه القدريّ ، ويمضي في طريق الحق لا يضره من خذله ولا من خالفه إلى يوم الدين . وبين امام وخطيب المسجد الحرام أن المبتلى بمصائب الدنيا من الأمراض والفقر والبلايا والمحن ، إذا أيقن بموعود الله وثوابه وصبر على بلاءه ، أورثه الله سكينة وطمأنينة ، فكأنه بإيمانه ويقينه يشاهد الثواب فيسكن قلبه ويطمأن ، ومن رضي فله الرضا ، وإنّما يشتدّ به البلاء إذا غاب عنه ملاحظة الثّواب. واضاف فضيلتة أن السكينة باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا ، ومستراح العابدين . وألذ ما في الحياة هو الإيمان بالله تعالى , وهو الأساس في حلول الطمأنينة في القلب ، والسكينة في النفس، ولكن المؤمنين تتفاوت درجة إيمانهم , وأرفعهم درجة من امتلأ قلبه رضا بربوبية الله تعالى , وكان مع الله وبالله ولله في كل شأن من شؤونه، (فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم).وحسن الصلة بالله , والانطراح بين يديه , ودوام الخضوع له ، كل ذلك جالب للسكينة والطمأنينة وهدأة البال . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (واستعينوا بالصبر والصلاة) . اللجوء إلى الله تعالى ، كما قال سبحانه ( ففروا إلى الله ) وهو سبحانه القائل : ( أليس الله بكاف عبده ) والكفاية على قدر العبودية ، فكلما ازدادت طاعتك لله ازدادت كفاية الله لك . ومن هنا وجه النبي ص إلى العبادة وقتَ الفتن فقال :"الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ" رواه مسلم . فهنيئا لمؤمن يركن إلى الصلاة والعبادة بينما الناس يتهارجون ، هنيئا لمن يطمئن بالله حين تقلق النفوس وتضطرب القلوب . ودعا فضيلتة الى طلب السكينة والطمأنينة فقال هيعطاء من الله وهبة من عنده، لا يقدر أحد على منحها إلا الله، (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما)، وهي في زمن اضطراب الأحوال أشد ضرورة، فتطلبوها بأسبابها عند الله العليم الحكيم القدير الوهاب . Your browser does not support the video tag.