تجمع المواجهة بين ليفربول الإنجليزي ومواطنه مانشستر سيتي اليوم الأربعاء على ملعب أنفيلد في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم، بين أسلوبين مختلفين: "تيكي تاكا" الإسباني جوسيب غوارديولا مع سيتي، والاندفاع الهجومي للألماني يورغن كلوب مع ليفربول. وستكون مباراة ذهاب ربع النهائي الأربعاء على ملعب "الحمر"، ذروة المواجهات بين مدربين يعرفان بعضهما البعض جيدا، إذ يتواجهان في إنجلترا، وقبلها في ألمانيا، عندما كان كلوب مدربا لبوروسيا دورتموند، وغوارديولا مدربا لبايرن ميونيخ، والأهم في موقعة أنفيلد، ستكون المواجهة بين فلسفتين كرويتين، وفرصة لسيتي للثأر من ليفربول، الفريق الذي كبده خسارته الوحيدة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ويؤسس غوارديولا وكلوب، كل بأسلوبه، لفريق شاب يقدم كرة هجومية لافتة، ويبدو كليهما قادرين على إثبات حضورهما أوروبيا في الأعوام المقبلة. وفي انتظار قيادة المدربين فريقيهما للألقاب القارية، لا يتوانى كل منهما عن إرسال إشارات الإطراء للآخر وإبداء الاحترام المتبادل. لكن على أرض الملعب، يبدو التباين بين أسلوبي المدربين: فكلوب من أنصار الكرة السريعة والضغط العالي على الخصم، بينما يعتمد غوارديولا على أسلوب "تيكي تاكا" الذي تميز به مع برشلونة، والقائم على صناعة الهجمات بناء على تمريرات قصيرة متقنة ومتكررة، كمفتاح لبلوغ المرمى. وبحسب الألماني، فإن الفرق التي يشرف عليها الإسباني "تكون دائما في موقع جيد. لديه دائما فرق جيدة وتتخذ قرارات ممتازة. في برشلونة، كان هناك تشافي (هرنانديز) و(اندريس) إنييستا و(سيرجيو) بوسكيتس و(الأرجنتيني) ليونيل ميسي وغيرهم.. ومع بايرن ميونيخ، كان هناك لاعبون رائعون. الآن (مع سيتي)، يوجد (الألماني ايلكاي) غوندوغان و(الإسباني دافيد) سيلفا و (الأرجنتيني سيرخيو) أغويرو، هناك (الألماني لوروا) سانيه و (رحيم) سترلينغ، و(البرازيلي) غابريال جيزوس: إنهم استثنائيون". وبحسب كلوب، فإن "التموضع مهم، لكنه ليس السحر بحد ذاته. بيد أنه عندما يكون اللاعبون في موقف جيد، يتحركون على مدى أجزاء الثانية ليكونوا موجودين في أي مكان وتحت الطلب". من جانبه، يرغب غوارديولا بتقييم لاعبي فريق "الحمر" بالطريقة ذاتها. بالنسبة إليه "لا يمكن إيقاف" لاعبين من أمثال المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينو. كانت مواجهتا الموسم الحالي بين الفريقين في الدوري جذابتين للغاية. في سبتمبر 2017، سحق سيتي ليفربول 5-صفر، علما أن الأخير لعب لفترة طويلة بعشرة لاعبين بعد طرد مانيه في الدقيقة 37. وفي يناير 2018، ثأر ليفربول وفاز 4-3. ويتصدر سيتي الترتيب برصيد 84 نقطة بفارق 16 نقطة عن جاره مانشستر يونايتد الثاني، فيما يحتل ليفربول على الرغم من وجود الواعد محمد صلاح صاحب 37 هدفا (في مختلف المسابقات)، المركز الثالث بفارق 18 نقطة عنه. أوروبيا، يبدو كلوب صاحب الأفضلية، إذ من أصل 12 مواجهة جمعته بغوارديولا، فاز ست مرات وخسر خمس مرات وتعادلا مرة واحدة. كما أن كلوب هو أكثر مدرب تفوق على غوارديولا في المواجهات المباشرة. وسجل الفريقان هذا الموسم عددا هائلا من الأهداف وصل إلى 239 (126 لسيتي و 113 لليفربول). Your browser does not support the video tag.